أعلن الدكتور لطفي السخاوي، الخبير البيئي والمتخصص في التغيرات المناخية ويعمل في مركز الصحراء للبحوث التابع لوزارة البيئة، ان الشتاء القادم هو الأصعب منذ مائة عام وإن الموجات الباردة والتى ستتعرض لها مصر ستكون بسبب منخفض جوي مصدره القطب الشمالي مرورا بمنطقة سيبيريا ثم مناطق شرق ووسط أوروبا، وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن هذه الموجات "ستكون من أقوى العواصف التي ستضرب مصر والمنطقة منذ فترة طويلة وينتج عنها طقس بارد جدا في مصر لم تعرفه منذ 122 عاما، حيث تنخفض الحرارة إلى الصفر ودرجتين مئوتيين تحت الصفر في بعض الأماكن وتشهد مصر أمطارا غزيرة !
وستتحول على الأثر الأمطار الساقطة إلى قطع مجمدة ("بَرَد") مثل التي تجمعت بشكل كثيف جدا نتج عنه المناطق البيضاء التي شوهدت في مدينتي الرحاب وبدر في ضواحي القاهرة وبعض المناطق الأخرى في محافظة القاهرة وأطراف الجيزة الشتاء الماضي.
كما أوضح السخاوي، سوف تتسبب الأمطار الهاطلة بالعديد من السيول، كما ينتج عنها أيضا عن الامواج العالية الت سوف تبلغ أكثر من ثلاثة أمتار ورياح شديدة تفوق الـ20 عقدة، مما يؤدي إلى إغلاق الموانئ البحرية الرئيسية.
ومن المتوقع أن تستمر موجات البرد القارص في مصر حتى أواخر كانون الثاني/يناير القادم بسبب رياح شمالية غربية قادمة من أوروبا، على أن يكون هذا المناخ هو المسيطر على مصر في فصل الشتاء خلال السنوات القادمة، بحسب السخاوي.
وقال "إن الطقس في مصر يمر بتغيرات كبيرة بسبب التغيرات المناخية التي تطال العالم أجمع بفعل الاحتباس الحراري وما ينتج عنه من اختلال في الميزان المعتاد للحالة الجوية".
وأضاف أن "مصر من أكثر المناطق في العالم التي تأثرت بالتغيرات المناخية مما نقل منخفضا جويا باردا إلى أجوائها مماثلا لمناخ جنوب إيطاليا، وذلك كنتيجة تغيير في محورية كوكب الأرض في مواجهة الشمس، مما نتج عنه تغيير في جغرافية وخصائص بعض المناطق وتبدل في مناخ غيرها، بسبب زيادة درجات حرارة الغلاف الجوى القريبة من سطح الأرض".
وأوضح السخاوي أن من تأثيرات هذا التغيير انخفاض درجات الحرارة في السنوات القادمة إلى أقل من خمس درجات خلال فصل الشتاء، وارتفاعها صيفا بشكل لافت، علما أن حرارة مصر ارتفعت صيفا بواقع ثلاث درجات ونصف الدرجة بين عامي 1960 و1990 مع توقعات بزيادة الفرق خلال الأعوام القادمة.
من جهته، يرشح أن يرتفع مستوى سطح البحر بحوالي 50 سنتمترا خلال الـ50 عاما القادمة مما سيؤدي بالتالي لتغيرات ديموغرافية ضرورية بفعل الهجرة القصرية لسكان السواحل البحرية، بحسب السخاوي.
وقال إن "بعض شواطئ النيل خصوصا منطقة الدلتا ستتأثر بهذا الارتفاع بسبب اختلاف تدفق المياه في مجرى النيل، وبالتالي فإن التغيرات ستطال أيضا نوعية المزروعات في المناطق الزراعية ومواعيد زراعتها وحصادها".
كما إن من مخاطر هذا التغير المناخي، الأمطار الهاطلة بغزارة التي تتجمع في المناطق العشوائية والشعبية والتي ستتسرب إلى مياه الشرب الجوفية وغير الجوفية حاملة معها الأمراض