استثارني حديث مستمر من جانب بعض هؤلاء الذين يمثلون مؤسسات دينية رسمية وغير رسمية أن جعلوا من الدعاء على الظالمين موضوعًا يتداولون فيه، ويصدرون القرارات ويقدمون التوجيهات وكأن موضوع الدعاءيحتمل أن يدخل تحت بند "ما يُسمح به أو يُمنع".
ولا شك أن هذا التفكير الاستفزازي يتطلب أن نؤكد على أهمية الدعاء لدى المظلومين على الظالمين وما يمثله ذلك من سلاح قوي لا يمكن إنكار تأثيره، أو ما يشكله ذلك من كون هذا الدعاء سلاحًا ماضيًا لكل مظلوم قبل الظالم وظلمه، ومن ثم فإن الدعاء باعتباره علاقة بين العبد وربه وبين عموم بني البشر وخالقهم، فإن أحدًا كائنًا من كان لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يسد بابا فتحه الله، أو أن يمنع دعاء خاصة هذا الباب الذي يعد حقًا تأسيسيًا حينما يرتبط بدعوة المظلوم فجعلها علاقة مباشرة بلا أي عائق أو مانع فإنها ليس بينها وبين الله حجاب، هذه المعاني في مقام الدعاء إنما تؤكد على أكثر من معنى: