بعد انقطاع في العلاقات الدبلوماسية القطرية السعودية دام لعدة شهور، جاءت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان إلى المملكة العربية السعودية، تحمل الكثير من الألغاز والتكهنات حول توقيت الزيارة وما ستقدمه من جديد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
شهد الاستقبال الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، كما حضره من الجانب القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثان رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وعدد من المسؤولين القطريين.
العلاقات القطرية السعودية شهدت توترًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة بعد تصريحات الأولي تعقيبًا على أحداث 30 يونيو بمصر، والتي ترجمت آنذاك بسحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة في نهاية شهر مارس الماضي.
زيارة مفاجئة
الزيارة التي جاءت مفاجئة تناولت بحسب رؤى الخبراء وتصريحات بعض المسؤولين ثلاثة مواضيع، بدءًا بالعلاقات الثنائية، ثم الأزمة الخليجية، وأخيرًا الوضع العربي الملتهب، من عدوان غزة ثم الملف العراقي وأحوال الثورة السورية والأوضاع في اليمن.
وكانت الأزمة الخليجية عرفت ذروتها على خلفية ملفات تتعلق بقضايا لا تتصل بالشؤون الخليجية، في إشارة إلى الخلاف بين الدوحة والعواصم الخليجية الثلاثة حيال الأحداث المصرية التي أعقبت أحداث 30 يونيو.
سحب السفراء
وبرّرت الدول الثلاثة آنذاك سحب السفراء بعدم التزام قطر باتفاق الرياض المبرم في 23 نوفمبر الماضي، غير أن مجلس الوزراء القطري، قال إن “تلك الخطوة لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون”، في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي.
وكانت مبادلة أمير قطر التهاني الهاتفية بحلول شهر رمضان مع العاهل السعودي، أثارت التكهنات بقرب إنهاء الأزمة الخليجية، الأمر الذي أكدته زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان اليوم للسعودية.
الخارجية السعودية كانت هاجمت قطر بعد طرح الأخيرة مبادرة للتهدئة بين فلسطين وإسرائيل، واستبعاد مصر من التهدئة، على أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور الوسيط.
الأمر الذي دعا وزير خارجية قطر خالد العطية ليصرح بأنه ليس هناك مبادرة قطرية خاصة لوقف إطلاق النار في غزة، وأن بلاده قامت فقط بنقل مطالب الشعب الفلسطيني، الذي أكد أنه لم يقبل بحالة الحصار الطويل بغزة في ظل عدم اهتمام المجتمع الدولي.
القضية الفلسطينية :
و بحسب ما نشره موقع "بي بي سي" تأتي الزيارة المفاجئة في اطار جهود مكوكية لانهاء العملية العسكرية التي دخلت يومها الـ 15 في قطاع غزة وأسفرت عن مقتل نحو 637 شخصا معظمهم من المدنيين.
وحضر الاجتماع مع الامير القطري الشيخ تميم مسؤولون رفيعو المستوى من الجانب السعودي بينهم بندر بن سلطان مستشارالملك عبدالله وولي العهد الأمير سلمان والامير مقرن ولي ولي العهد، بحسب مسؤول سعودي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن الاجتماع جلب على طاولة المفاوضات اثنين من اكثر المفاوضين العرب تأثيرا فيما يدعم كل منهما مبادرة مختلفة لوقف اطلاف النار في غزة، فالسعودية تدعم المبادرة المصرية التي تحظى ايضا بدعم غربي أما قطر فتدعم مبادرة حماس التي تشترط رفع الحصار عن القطاع لوقف اطلاق النار.
كانت قناة الجزيرة القطرية اعلنت عن الزيارة دون ان تتطرق الى تفاصيل المواد التي سيبحثها الزعيمان.
وتأتي هذه الخطوة عقب المحاولات التي بذلتها قطر من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة حماس.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر وصفته بالعليم في العاصمة القطرية الدوحة قوله إن الغرض الرئيسي للزيارة هو التوصل الى صيغة لوقف اطلاق النار في غزة.
وقال المصدر "إن قطر ملتزمة بالشعب الفلسطيني وتريد ان تفعل كل ما بوسعها لوقف القتل، وزيارة الامير الى السعودية تأتي في هذا السياق."
وكانت اسرائيل قبلت بالمبادرة المصرية التي يقول عنها المصريون إنها مشابهة لتلك المبادرة التي افضت إلى هدنة بين اسرائيل وحماس عام 2012 أبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ويتعجبون من رفض حماس لها.
لكن حماس طالبت بإدخال تعديلات على بنود المبادرة إلا ان السلطات المصرية رفضت الطلب واعلنت أنه "لا تعديل للمبادرة".
وتبذل قطر وتركيا المقربتان من حماس مساع دبلوماسية لتبني المبادرة المشروطة لوقف اطلاق النار.
مصالحة عربية
قطر التي تظهر اللاعب الرئيسي في السياسة العربية و منطقة الشرق الأوسط و بعد أن دشنت علاقات قوية مع دول شمال أفريقيا و خاصة تونس و ليبيا وكذلك السودان و في الخليج الكويت و عمان و بعد أن باءت محاولة الإمارات لعزلها بالفشل
ها هي الآن تعود من باب القوة لترمم علاقاتها العربية