"وزير الغلابة، وزير الشعب، الوزير الباسم"، كل هذه ألقاب عُرف بها وزير التموين السابق بحكومة الدكتور هشام قنديل، والذي استقال من الوزارة يوم 4 يوليو 2013 احتجاجاً على الانقلاب الذى قام به عبد الفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي.
غير أن سعي عودة الدؤوب لخدمة الشعب ومداهماته الميدانية، وتحسين الرغيف.. كل ذلك لم يشفع له عند الانقلاب الذي لم ينس أنه رفض أن يقدم له خدماته ليجمل وجهه أمام الشعب، فحكم عليه بالإعدام في صدمة انتابت قطاعات من المواطنين التي رأت في عودة وزيرا نادرا.
ووُلد باسم عودة، بمحافظة المنوفية يوم 16 مارس 1970، وشغل العديد من المناصب، بخلاف وزارة التموين، من أبرزها عمل كأستاذ بقسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، واستشاري الهندسة الطبية وتكنولوجيا الرعاية الصحية، ومسئول ملف الطاقة والوقود برئاسة الجمهورية، ومقرر (رئيس) لجنة التنمية المحلية بحزب الحرية والعدالة، وعضو الأمانة المركزية للتخطيط والتنمية بالحرية والعدالة، وأمين لجنة التخطيط لتنمية بقطاع القاهرة الكبري، ومنسق حملة وطن نظيف علي مستوي الجمهورية، ورئيس المكتب التنفيذي في ائتلاف اللجان الشعبية بمحافظة الجيزة.
وبعد فض اعتصام رابعة العدوية، تم القبض عليه في أحد المصانع في وادي النطرون يوم 13 نوفمبر على ضوء اتهامات بالتحريض على القتل، وهي التهمة التي يتم توجيهها لكل من يتم القبض عليه من معارضي الانقلاب العسكري الذي قام به الفريق عبد الفتاح السيسي وتم على إثره عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، وقد أودع عودة سجن ملحق المزرعة بمجمع سجون طرة.
وقضت أمس السبت، محكمة مصرية، بإعدام باسم عودة، و182 آخرين من بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين؛ لإدانتهم في قضية اقتحام مركز العدوة بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة في أغسطس الماضي.
رفض الوزارة فأعدموه!
ولكن يبدو أن الكفاءة والإخلاص والتفاني في العمل لم تشفع لباسم لدى قضاء الانقلاب، الذي حكم بإعدامه، ولكن رصيد عودة لدى الشعب جعل ثورة داخلية، ظهرت جلية من خلال رود الأفعال.
مرة واحد عرض الانقلاب عليه أنه يستمر في منصب وزير التموين رفض.. فحولوا أوراقه للمفتي.. باسم عودة"، بهذه العبارة الساخرة عبر الشاعر عبد الرحمن يوسف عن حزنه الشديد على الحكم بإعدام الوزير الباسم.
فيما هاجم الكاتب الصحفي وائل قنديل، النظام الحالي بسبب الأحكام الجماعية التي أصدرها بحق معارضيه، وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ساخرًا في الوقت ذاته من حكم الإعدام الذي صدر بحق وزير التموين السابق الدكتور باسم عودة، وقال "قنديل" في تدوينة له بموقع فيس بوك: جرائم باسم عودة: "تحريض" المخابز على إنتاج رغيف يليق بالبشر و"التآمر" مع الفلاحين لزيادة محصول القمح و"الضلوع" في قتل مشكلة أنبوبة البوتاجاز".
وزير بجانب العمال
من جانبه، بعث مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" رامي جان، برسالة للدكتور باسم عودة، قائلاً: "ستظل يا دكتور باسم علامة في قلوب المصريين أول وزير نراه يقفز من على السيارات بجانب العمال".
وأضاف "جان" على صفحته الشخصية: "أول وزير نراه يعمل بجهد والعمل هو كل حياته كنت تنظم طوابير الشعب أمام المخابز وكشفت مافيا الدقيق ووصل استيراد مصر للقمح للنصف أو أقل في عهدك".
واستطرد: "ابتسامتك كانت تريحنا وبساطتك كانت تبهرنا وما زالت.. رسالتي لك بأن تثق تمامًا بأن المصريين جميعًا يحبونك ويقدرونك مهما حاول البعض تشويهك وإدانتك في قضايا وهمية.. تحياتي لك يا صديقي وثق تمامًا أنك في قلوبنا ولو كنت خلف ألف جدار".
وفي السياق ذاته، قال المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط، إن الدكتور باسم عودة الذي أعرفه هو: "العلم والعمل والأخلاق والإخلاص وحب الوطن والتفاني في خدمة الفقراء"، موضحًا في تدوينة له عبر "فيس بوك": "حكم بإعدام النظام الذي يريد أن يقتل مستقبل مصر".
عودة إعدام.. مبارك.. إيه؟
فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ضد حكم الإعدام، على باسم يوسف، واصفين إياه بأنه أفضل وزير جاء إلى مصر، وقام البعض منهم بتغيير صورته الشخصية "البروفايل"، واضعًا صورة باسم عودة، تضامًا معه.
وقال أحد النشطاء: "لما باسم عودة ياخد إعدام، مبارك ياخد ايه؟! إعفاء صحي طبعًا. الظلم ظلمات افتكروها"! من جانبه، علق آخر، قائلاً: "طلبوا باسم عودة للوزارة فلما رفض وقال في عنقي بيعة لمرسي ولن أحنثها، كانت هذه تهمته لتحال أوراقه للمفتي للتصديق على حكم الإعدام".