قالت هيلاري كلينتون، وزيرة
الخارجية الأمريكية قبل ساعات من تسيلمها حقيبة الوزارة إلى خلفها جون كيري
عضو مجلس الشيوخ، إن الاضطرابات الجارية في مصر وليبيا تبرهن على صعوبة
تأسيس مؤسسات ديمقراطية ذات مصداقية في هذه البلدان، محذرة في الوقت نفسه
من تراجع مكانة الولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي رغم انحياز
واشنطن للثورات العربية.
واعتبرت كلينتون، في كلمتها عن
القيادة الأمريكية في العالم خلال لقاء نظمه مجلس العلاقات الخارجية،
الخميس، أنه «رغم أن الولايات المتحدة منحازة للثورات العربية، إلا أن
مكانتها تتراجع في العالم العربي والإسلامي»، مبررة ذلك بقولها «هذا يعود
إلى أننا لا ننجح بشكل كبير في شرح سياساتنا، كما أن الإعلام العربي يروج
لنظرية المؤامرة».
وشددت كلينتون على أن إحلال سلام
حقيقي في منطقة الشرق الأوسط لن يتم دون معالجة كل الأسباب الكامنة وراء
النزاعات الجارية، وقال «لن تستقر الأوضاع في المنطقة، ويحل أمن حقيقي
فيها، ما لم يبرهن الحكام قدرتهم على القيادة بشكل فعال».
وحذرت كلينتون في كلمتها أمام
مجلس العلاقات الخارجية، الذي يعد من أبرز المراكز البحثية الأمريكية، من
استمرار المخاطر التي تواجهها أمريكا ممن أسمتهم «الإرهابيين في اليمن
ومنطقة شمال إفريقيا»، وقالت إن: « الدول الضعيفة من أكثر التهديدات التي
تواجهها الولايات المتحدة».
وأشادت كلينتون بدور بلادها
القيادي في العالم، قائلة «الولايات المتحدة لا تزال الدولة الوحيدة التي
لديها القدرة والعزم علي حل المشكلات، وبالتالي لا يمكننا التخلي عن
مسئوليتنا، وبعد أربع سنوات قضيتها في منصبي، أرى أن أمتنا صارت أقوى».
وقالت كلينتون «لايزال ضروريا
لأمريكا أن تستمر في فرض نفوذها في جميع أنحاء العالم.. أمريكا اليوم أقوى
في الداخل وأكثر أحتراما في العالم».
وأوصت كلينتون الإدارة الأمريكية
بأن تتحلى بالذكاء في استخدام نفوذها، وقالت «بينما تغير العالم بعد عقدين
علي انتهاء الحرب الباردة، فإن واشنطن لاتزال تمسك بمقاليد السلطة التي
تمكنها من التأثير بشكل نافذ في معظم الشئون الدولية، ولكن نحن بحاجة إلى
بناء هيكل جديد هذا العالم المتغير».
إلا أن كلينتون قالت «إن
قوة الولايات المتحدة العسكرية يجب أن تظل هي الأقوى دوليا، وسنفعل ما هو
ضروري لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ولكن هناك حدود لما يمكن أن
تنجزه القوى العسكرية على الأرض».