أهم الأخبار : :

برهامي.. يجوز معارضة مرسي أما السيسي فلا..ردود فعل واسعة بين رافض ومتعجب

Unknown الأحد، 1 يونيو 2014 | 10:39 م

أثارت الفتوى الأخيرة للدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والتي قال فيها إنهلا يجوز شرعًا الخروج على الرئيس أو إسقاطه إلا بالانتخابات.. ردود فعل واسعة بين رافض ومتعجب.
وكان موقع "صوت السلف" قد نشر فتوى لبرهامي يجيب فيها عن سؤال يستفسر عن موقف الدعوة السلفية من الرئيس المعزول محمد مرسي مقارنة بموقفها من المشير عبد الفتاح السيسي، قال في رده عليه: لا يجوز شرعًا إسقاط الرئيس إلا بالصندوق ما لم يخل بالقسم في الحفاظ على حماية الوطن والمواطنين ويعجز عن القيادة، كما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي.
وأردف برهامي قائلا: السيسي قادر على إعادة الأمن والاستقرار داخل البلاد، بعكس الرئيس المعزول؛ لأن وضع المشير مختلف تمامًا عنه، لأن مرسي لم يكن رئيسًا لكل المصريين، وتسبب في انقسام الدولة.. حسب تعبيره.
تناقض!
وفي سياق ردود الأفعال على تلك الفتوى أخرج نشطاء فتاوى قديمة لبرهامي وقت تصاعد الاحتجاجات على الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث أفتى برهامي وقتها بجواز معارضة الحاكم وانتقاده.
ففي فتوى منشورة على موقع صوت السلف أيضا قال برهامي: إن الرئيس محمد مرسي، ليس خليفة المسلمين، وصفته الآن "حاكم دولة مسلمة"، لذلك يجوز انتقاده ومعارضته.
وتساءل نشطاء: هل تغير الواقع بتولي السيسي للرئاسة؟ وهل من موجبات تغيير الفتوى تغيرها بتغير الرؤساء؟ ثم لماذا يصر برهامي على تصدير هذا الخطاب وكأنه خطاب السلفيين عمومًا وليس اختيارًا سياسيًا لحزب النور؟!
وفيما اعتبره البعض تشجيعا لدعوات الاحتجاج المتصاعدة وقتها قال برهامي: المشروع الإسلامي لا يتحمل أن نحاول كإسلاميين إمساك كل مفاصل الدولة، دون بقية القوى السياسية، وإنما يجب البحث عن الأمناء، والكفاءات بغض النظر عن انتماءاتهم، مشددًا على أن استمرار الأخونة سيجيش كل القوى ضدهم، ويمكن أن يؤثر على الدعوة السلفية..
وفرق برهامي وقتها بين رئيس الدولة ومفهوم الخليفة في الفقه الإسلامي قائلا: أما من يرون في ذلك خروجًا على الحاكم، فيعتبرونه ولى أمر شرعيًا، بصلاحيات الخليفة، فهم مخطئون، لافتا لأن الخليفة يأتي بالبيعة حتى مماته، ويختاره أهل الحل والعقد، كما أن هذا لا يمنع انتقاده.
وقال: إن المشكلة الآن أن البيعة في الإخوان منذ الأربعينات، أخذت المعنى السياسي بوضوح، كبديل عن الولاء للحاكم، فأصبح هناك تناقض عندما صار رئيس الدولة منتميًا للإخوان.
يذكر أن منهج الدعوة السلفية عموما يرى في معارضة الحاكم بالصيغ المعروفة أمرًا غير مستحب ويرتقي لكونه غير جائز إذا ترتبت عليه مفسدة أعظم.. وتبقى فروق تقدير المفسدة وجوانبها هي العلة.
فتاوى سياسية
من جانبه وتعليقا على فتاوى برهامي قال الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، لـ "مصر العربية" إن الدكتور ياسر برهامي يتخبط من خلال إصداره لـ "فتاوي سياسية " تفتقد للتأصيل الشرعي، وهذا ما جعل كثير من قواعد السلفية بالمحافظات بمن فيهم أعضاء حزب النور يخالفون تلك الفتاوى، حينما أيقنوا انها ليست خالصة لوجه الله.. حسب تعبيره.
واستشهد سعيد بما قام به غالبية أعضاء حزب النور بمخالفة ما يصدره برهامي من فتاوى بتأييد المشير السيسي فإذا بهم يصرون على المقاطعة، بل ورفضوا تعليمات قيادات الحزب؛ لأنهم لاحظوا تسييس الدين وتسخيره لمصالح سياسية، ومنها تحليل الخروج علي أول رئيس شرعي مدني منتخب هو الدكتور محمد مرسي في حين يتم تحريم الخروج علي من قاد الانقلاب علي الشرعية حتى قبل أن يتم إعلان النتائج بشكل رسمي أو يؤدي اليمين الدستورية، وتساءل: لماذا هذا الترخص الذي يسيئ للإسلاميين عامة وليس السلفيين فقط ؟
وقال سعيد إن بركان الغضب السلفي ضد برهامي انفجر عدة مرات منذ انقلابه على الشرعية وتأييده للانقلاب، فمثلا نجده صمت على المجازر، وانتفض غضبا لـ"هاشتاج السيسي" حيث طالب بتطبيق حد القذف على مروجي "الهاشتاج" الذي دشنه الشباب ضد عبد الفتاح السيسي، مع أنها فتوى سياسية بامتياز، ولم ينتفض لقتل الآلاف العزّل في الشوارع، ولم نسمع فتوى منه ضد رجال الجيش والشرطة، الذين قتلوا آلاف الشباب في مجزرة فض اعتصامات أنصار الرئيس الشرعي د. محمد مرسي أو قتل الأبرياء في المظاهرات أو المداهمات الأمنية لبيوت الأبرياء.
وتعجب سعيد قائلا: للأسف فإن ما يتشدق به حول حرمة الدم المسلم لا يعمل به إطلاقًا إلا في خدمة الجيش، والشرطة وكأن الآخرين ليسوا آدميين، واكتفى بطلب أهالي القتلى قبول الدية.
وانهى المتحدث الإعلامي للجبهة السلفية كلامه، مؤكدًا أن حزب النور بمواقف قياداته الحالية انتهى في نظر غالبية أبناء التيار الإسلامي، وبالتالي عليهم التحدث باسمهم فقط وليس لهم الحق في التحدث باسم كل السلفيين على حد قوله.
يذكر أن المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي قد أكد في تصريحات له أن تأثير برهامي على القاعدة السلفية أصبح محدودًا للغاية حتى أنه لا يستطيع تحريك إلا القليل جدًا من أتباعه بعد أن لاحظ معظم السلفيين، أنه يحاول تحقيق مكاسب شخصية على حساب جموع السلفيين الذين رفضوا غالبية، فتاويه المسيسة بعد أن وصل به الأمر إلى إعلان العداء لجماعة الإخوان المسلمين، وكل من يؤيدها من تحالف دعم الشرعية، والرئيس محمد مرسي، واعتبر أنهم لا يمثلون الإسلام في شيء.
تناقض بلا خجل
أما الدكتور محمود مزروعة، رئيس جبهة علماء الأزهر، فقد تعجب مما أسماه التناقض الكبير والمستمر للدكتور ياسر برهامي، وقال لـ "مصر العربية"، كيف أفهم كلام برهامي الذي يقول فيه "إن شرعية السيسي، مستمدة من الصناديق، ولا يجوز شرعًا الخروج عليه وإسقاطه إلا بالصناديق"، مع أنه أفتى بعكس ذلك مع الرئيس مرسي، والذي جاء أيضًا بالصناديق، لو اعتبرنا أن العمليتين متساويتين في النزاهة، وهذا أمر مستبعد تمامًا.
وقال مزروعة: الرئيس محمد مرسي نري أنه مازال الرئيس الشرعي حتى الآن، وما تم انقلاب واغتصاب، وكل ما نتج عنه كذلك، لأن ما بني على باطل فهو باطل رغم أنف برهامي وأعوانه، ولا طاعة إلا للحاكم الشرعي، أما مسألة الحاكم المتغلب ففيها خلاف يجب أن يناقشه العلماء المخلصين ومدى انطباقه على الأوضاع الحالية في مصر.
وقال مزروعة كنا نود من برهامي أن يحرر المصطلحات قبيل إطلاقها، فماذا يقصد بالخروج، وهل ينطبق على المعارضة السلمية، ثم بالمقابل ما حكم قتل المتظاهرين السلميين سواء في المظاهرات أم في الاعتصامات؟ قائلا: للأسف هذا إيمان ببعض الكتاب وكتمان للآخر!
وطالب مزروعة من برهامي مراجعة مواقفه قائلا: اتق الله ستسال عن مواقفك الغريبة أمامه، ولن ينفعك مداهنة هذا أو مجاملة ذاك علي حساب الدين.
وحول تأثير برهامي في قطاعات السلفيين قال مزروعة إن قدرة برهامي على التأثير في السلفيين ضعيفة جدا بعد أن وصل الصدام ذروته مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق أحد رموز السلفية، ولهذا فإن برهامي هو الخاسر الأكبر في مصر بعد أن خذله اتباع التيار السلفي في الداخل والخارج.
انتقاد خارج الدائرة
وقد توالت الانتقادات لبرهامي من كل الاتجاهات بزوايا مختلفة للرؤية، فمن خارج دائرة الإسلاميين انتقد الكاتب حمدي رزق فتوى برهامي في جريدة المصري اليوم تحت عنوان: "أبوزبيبة وجلابية يلف رأس السيسي بشال الشرعية ".
وقال رزق ساخرًا: الخلاصة فضيلته يحرّم الخروج على السيسي بالمظاهرات التي تنتهى بثورات، معلوم كله بالصناديق، بالمناسبة مبارك تم خلعه بدون صناديق في ثورة شعبية، ومرسي تم عزله بدون صناديق في ثورة شعبية، والسيسي صحيح جاء بالصناديق، لكنه لو ارتكن إلى قاعدة الصناديق البرهامية المقدسة بدون تنفيذ خارطة الطريق لن تنفعه الصناديق ولو امتلأت باسمه.
وتابع: الصناديق تسمى الرئيس رئيسا، تعطيه صك شرعية الحكم، لا تعطيه شرعية الاستمرار في الحكم، الشرعية من الرضا العام، رضاء الجماهير على الأرض كما تعرف من رضاء الرب في السماء، والشرعية لمن يتقى الله في شعبه.. يجعل له مخرجا من الأزمة التي حاقت بنا، وليست بفتاوى السلفية.
وخاطبه قائلا: يا برهامي لا تدخل بالسيسي مدخلا دينيا ضيقا، ابتعد قليلا من فضلك، اصمت قليلا من فضلك، يا عم فُضَّها سيرة الشرعية، سيب السيسي في حاله، لا تفسده، لا تلف على قدميه كالأفعى، ولا تلف رأسه بشال الشرعية، ولا تغُرَّنه بالصناديق الغرور، يا عم أبو زبيبة وجلابية خف على السيسي شوية
مصر العربية