بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر فقال: (ستفتح عليكم مصر وهي بلد يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا….) وقد فتحها الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ثم حررها الناصر يوسف بن أيوب صلاح الدنيا والدين من احتلال الشيعة العبيدية المنسوبين زورا إلى أم الحسن فاطمة رضي الله عنها بعد احتلال دام ما يزيد عن مائتي سنة.
وكان أستاذه درة السلاطين وغرة المجاهدين نور الدين محمود زنكي قد أدرك وهو في سوريا أن استعادة بيت المقدس لا يتم إلا عن طريق القاهرة التي فصلها الشيعة عن الخلافة العباسية.
وبعودة القاهرة استطاع صلاح الدي الأيوبي من استعادة المسجد الأقصى المبارك بعد تدنيسه من الصليبين على مدار تسعين سنة.
وإن ثورة الشعب المصري الآن على العصابة التي جعلت من مصر غاية.. لهي الفتح العمري الجديد الذي يمكن الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.. وهي تطهير صلاحي زنكي من أصحاب الأهواء الفاسدة والتصورات الباطلة والذمم الخربة.. ومنها ستكون الانطلاقة الثانية لتحرير القدس واستعادة فلسطين بعون الله تعالى ومدده وهذه سنة الله في الأنفس والآفاق. فطوبى لمن استخدمه الله لذلك واصطفاه أو كان على هذه النية حتى يلقى مولاه.
هذا عن الفتح.. أما البشارة ففي هذا الشباب من جيل التمكين الذي لم يستذله طاغية أو يتسلط عليه جبار. فقد جاءت 25 يناير وبعضهم تلاميذ في الإعدادي وبعد ثلاث سنوات جاء الانقلاب العسكري وهم رجال في الثانوية لقد انتقلوا من مرحلة الطفولة إلى الرجولة تحت مظلة الحرية فتنسموا عبيقها وذاقوا رحيقها.
لذا نرى حراكهم الثوري مختلفا وصارت بسالتهم مضرب الأمثال وحديث الركبان وإن آمال الآمة معقودة عليهم في حماية الأعراض ودحر الانقلاب وتحرير المغتصبات وعودة المقدسات. وعود على بدء فإن صلاح الدين حرر مصر وهو في مثل أعماركم -بارك الله فيها- في طاعته.
___________________
*المستشار السابق لوزارة الأوقاف وعضو مجلس الشورى السابق