قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن العائلة المالكة في السعودية (آل سعود) لديها قلق عميق وقديم من جماعة الإخوان المسلمين التي لها عدد كبير من المؤيدين "الهادئين" داخل المملكة.
وأضافت المجلة أن أنصار الإخوان في السعودية يشكِّلون تهديدًا محتملاً لسيطرة آل سعود على مقاليد السلطة في المملكة، ولذلك دعمت العائلة المالكة بقوة عملية الإطاحة بالإخوان من حكم مصر.
وأوضحت المجلة أن المسؤولين السعوديين يرون أنفسهم أنهم تفوقوا على منافسيهم في دول الجوار، ولاسيما الإخوان في مصر، والشيعة في البحرين، وذلك بدعم الإطاحة بمرسي والوقوف إلى جانب العائلة المالكة في البحرين ضد مناهضيها الشيعة الذين تقول السعودية إن إيران هي القوة المحركة لهم.
وقالت إن السعودية تنظر إلى هذا التفوق على أنه وسيلة تساعدها على فرض سيطرتها على المنطقة، ولاسيما إذا كان هذا التفوق على حساب كل من قطر وإيران.
مصر والبحرين وسخاء آل سعود
ولفتت المجلة البريطانية إلى أن كلاً من مصر والبحرين تعانيان من حالة عدم استقرار، لكنهما تعتمدان بشكل أساسي على "سخاء" السعودية التي تواصل مساعداتها المالية لهما.
وفي الوقت ذاته، حسب المجلة، فإن جهود السعودية لفرض سيطرتها على دول أخرى بالمنطقة، مثل سوريا والعراق ولبنان، لم تلاقِ القدر نفسه من السلاسة، وذلك لأنها غير قادرة على منافسة الإصرار والحنكة الدبلوماسية وحتى القوة التمويلية التي اعتمدت عليها إيران لبسط نفوذها في هذه البلدان.
ثروة لا تصنع سعادة
وفي سياق آخر، قالت المجلة إنه على الرغم من الثروة الهائلة التي يتمتع بها آل سعود، إلا أنهم غير سعداء، موضحة أن هذه تعد أزمة حقيقية تواجه العائلة المالكة التي تعد أكثر عائلات العالم ثراء.
وأضافت أنه على الرغم من أن آل سعود باعت على مدى السنوات الثلاثة الأخيرة فقط لسائر العالم ما تصل قيمته لتريليون دولار من النفط، علاوة على استثماراتها الضخمة في مجالات البنى التحتية والصناعة والصحة والتعليم وتضخم ثروتها المستمر، إلا أن المزاج العام سواء في العائلة المالكة أو بين السعوديين أنفسهم متعكر، وتسيطر عليه حالة من الغليان والتذمر وعدم الارتياح.