بعد توقيع 34 عالم سلفي من مشايخ السعودية علي بيان طالبوا فيه حزب النور بعدم مساندة الانقلاب و الكف عن السير في طريق تعطيل تمكين الشريعة في مصر
وجهت (الدعوة السلفية) خطابا شديد اللهجة إلي الداعية السعودي المعروف (الشيخ ناصر سليمان العمر) المشرف على موقع "المسلم" بعد بيان نشر على موقعه موقعا من عدد من العلماء والدعاة هاجم "الدعوة السلفية" وحزب "النور".
نص خطاب الدعوة السلفية
فضيلة الشيخ ناصر العمر المشرف على موقع "المسلم"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فقد نشر موقعكم "المسلم" بيانا مذيلا بتوقيعات عدد من العلماء الأجلاء والدعاة وطلبة العلم في المملكة العربية السعودية تحت عنوان "بيان حول المواقف السياسية لحزب النور" وبخصوص هذا البيان نود أن ننبه على النقاط التالية:
1- نريد أن نذكركم بأنه قد جاء وفد من العلماء والدعاة كان من المقرر أن تحضروا فيه لولا وفاة خالتكم ، منهم الأستاذ أحمد الصويان لبحث التقريب بيننا وبين الإخوان قبل 30/6 وكان جوابنا أن المشكلة هي بين الإخوان وبين الشعب وأننا فقط ننصحهم بعدم تجميع الناس كلهم ضدهم بممارستهم وذهبتم على أنكم سوف تبحثون معهم هذه الأمور ثم انقطعت أخباركم ولم تردوا علينا بشيء ثم أخذنا نقرأ فى صفحات الـ "فيس بوك" الخاصة ببعض كتاب البيان أو باحثيهم أنكم وجدتم من مكتب الإرشاد مرونة أكثر من التى لقيتموها منا؟! وما زال الإخوان يخسرون الشعب شيئا فشيئا حتى وقع ما كنا نحذر، فمن المسئول عن هذا إذن؟
2- اسمحوا لنا أن نصارحكم بأن درايتكم بالواقع المصرى ضعيفة للغاية ويكفي أن فضيلتك ذكرت أنك لا تعرف سلفية فى مصر إلا فى دمنهور (وهي إحدى مدن محافظة البحيرة التي هي بدورها واحدة من 27 محافظة في جمهورية مصر العربية) ومع هذا فقد نفذ صبركم بسرعة في محاولتكم المشار إليها للوساطة لتقريب وجهات النظر بينما اكتفيتم في هذه المرة بالسماع لبعض الدعاة الذين حكموا على أنفسهم بأنهم مقلدون للإخوان حينما رفعوا شعار (الإخوان رجال المرحلة)
3- نظرتكم إلى الوضع فى عهد د/ مرسى أنها كانت أحسن دينا ودنيا فرع على عدم معرفة الواقع المصري ففى هذا العهد فتحت السياحة الإيرانية وظهرت الحسينيات (ويمكنك عمل بحث عن الأخبار المتعلقة بذلك على موقعك ستجد عجبا) وقد كانت أجهزة الدولة فى عصر مبارك تتخوف من الشيعة لاعتبارات سياسية ولكنهم فى النهاية كانوا يتخوفون ، بينما فتح لهم الباب على مصرعيه فى العام الماضى ، وتم منح تصاريح المراقص والخمارات لمدة ثلاث سنوات بعدما كانت تمنح لسنة واحدة ، وأقيمت حفلات برعاية الحزب الحاكم أحيتها مغنيات الفيديو كليب وتدخل الرئيس فى خصومة بين شيخ وفنانة لصالح الأخيرة.
4- وأما مكتسبات الدستور فقد عارضها الإخوان حتى بعد إقرارها فقال د/ محمد مرسى فى تسجيل مرئي "أن المطلوب من الشريعة هو قطعي الثبوت والدلالة فقط" وحاول د/ عصام العريان رئيس كتلتهم البرلمانية أن يكسر مادة مرجعية الأزهر قائلا السيادة هنا للشعب وهو الذي يشرع ولو ردونا إلى الأزهر نكون قد أسسنا الدولة الدينية.
5- وأما على المستوى الدنيوي فيكفى أن تقييم مؤهلات رئيس وزراء د/ مرسى ووزير استثماره لتعرف حجم المأساة ، حتى أن واحدا من أشد المدافعين عن قرارات الإخوان (وهو د.محمد يسرى وهو مصدر رئيس لمعلوماتكم عن مصر كما وضح من مؤتمرات رابطة العلماء المسلمين وغيرها) إلى استنكار تعيين وزير الاستثمار حتى ولو كان بتغريدة عابرة.
6- ومع هذا حاولنا نصيحتهم فلم يستمعوا لنا ولا لغيرنا حتى بلغت الأمور مبلغا صعبا ، فآل الأمر إلى استقطاب حاد ورفض شعبي لجميع شباب الصحوة بسبب الأداء المخيب للآمال من الحكومة بحجة أنهم هم الذين أقنعوهم بانتخاب الإخوان الذين شكلوا هذه الحكومة ، وبدلا من محاولة الإصلاح وقد كان هناك فرص للإصلاح بلا خسائر رفضت من الإخوان مع أنها كانت مقبولة للجميع ورُفعت شعارات "من يرش الرئيس مرسي بالماء نرشه بالدم" و "سنسحقكم" ودعوات بنصرة "المؤمنين" على "الكفار والمنافقين"
ومما يؤسفنا أن يحتوى بيانكم على بعض هذه الألفاظ فهل هذا من منهج السلف؟ أن أجعل المحكوم الذى يطالب حاكمه بالطعام والوقود وغيرها من جملة الكفار والمنافقين حتى وإن شارك هؤلاء فى بعض هذه المطالب.
7- إنه مما يؤسف أن تعلو دعوات التكفير والتخوين ووصف المجتمعات بالجاهلية بل واستباحة الأموال والأعراض للمخالفين ومنهم أبناء الدعوة والحزب متزامنة مع دعوات بمنع الأضحية وتعمد تعطيل المرور والعمل على زيادة الأزمات الاقتصادية ، والعجيب أن يفعل هذا تحت دعوى أن هذا إجماع من التيار الإسلامي وبدلا من أن يحمد الغيوريون على الدعوة (من أمثال العلماء الأفاضل الموقعين على البيان) ربهم أنه وجد من الإسلاميين فصيل رشيد لم ينزلق إلى هذا المنزلق إذ ببيانكم ينعي علينا التفرق والشقاق.
8- ونحن نوقن أن الوحدة المطلوبة هي وحدة المجتمع المسلم بأسره وليست وحدة التيارات الإسلامية وأن وحدة التيار الإسلامى إذا كانت ضد باقى المجتمع فهي وحدة فى ركوب قطار الانتحار الدعوي والسياسي ، أو في تبنى التكفير الذي ظهر فى تسجيلات بعض الرموز ويؤسفنا أنكم لم تقوموا بواجبكم فى محاربة هذه اللوثة.
9- ونذكركم أن موقعكم سبق له نشر فتوى للشيخ البراك (وهو من الموقعين على الوثيقة) عن دستور 2012 يحبذ فيها التصويت ب(نعم) وإن احتوى كفرا لأن المتوقع فى حالة (لا) أن يعد دستور آخر يحتوى مواد كفرية أكثر وكان لكم تعقيب عليها مؤيد وشارح لها ونحن نذكركم بهذه الفتوى لسببين:
الأول: أنكم فى البيان الحالي وفى تلك الفتوى تعاملتم مع الواقع المصرى عبر ذات الواسطة وأن تلك الواسطة وصفت لكم الوضع حال حكم د/ مرسى أن رفض الدستور سوف يؤدى إلى دستور أكثر علمانية وهذا صحيح فأين التمكين الذى تظنون أنه كان حاصلا وأننا من فرط فيه وكلا الأمرين غير مطابق للواقع.
الثانى: أن الفتوى نظرت إلى المآلات حال رفض الدستور ورتبت عليه قبول الدستور مع ظنكم أنه تضمن مواد كفرية والصحيح أن الله وفقنا بفضله بمنع كل ما يمكن وصفه بالكفر في الدستور في 2012 وكذلك في 2013 بحمد الله ، ومن توهم خلاف ذلك فلو قُبل التواصل معنا لبينا له.
غير أن الذي نريد بيانه هنا أن فتواكم السابقة نظرت إلى المآلات حال رفض الدستور فكان المناسب هنا هو نفس الطريقة ، ولو افترضنا جدلا أن دستور 2013 أقل من 2012 من ناحية مرجعية الشريعة (وهو غير صحيح) فالسؤال الذى كان عليكم الإجابة عليه قبل صدور هذا البيان هو السؤال عن ماذا لو رفضنا وماذا لو قاطعنا؟
10- وها نحن نوجه السؤال إلى فضيلتكم وإلى كل الموقعين على البيان دعوتم إلى مقاطعة الاستفتاء فماذا لو استجبنا لكم ؟ هل ترون الجيش يعيد د/ مرسى إلى قصر الحكم؟ وهل سيستطيع أن يحكم إذا عاد بعدما أصبح مرفوضا تماما من كل أجهزة الدولة؟ أم ننتظر دخول الناتو كما فى ليبيا؟ أم ندخل إلى المسار السوري؟ وهل أي واحد من هذه الاحتمالات يمكن قبولها من أجل رئيس شهدتم أنتم أنه كان من الممكن أن يفرض عليه دستورا أسوأ بكثير مما هو حاصل ، ونزيدكم بأن الفريق الحاكم كان لم يقدم أي تنازل للمعارضة العلمانية إلا وعدا بتغيير الدستور.
11- وفي النهاية نعتب عليكم إذا اهتممتم بالواقع المصري أن تغفلوا عن أخطار حقيقية على الدعوة الإسلامية من انتشار روح التكفير وعمليات التفجير تلك التى واجهتموها بحسم فى بلادكم واخترتم السكوت عن بعض ما تنكرون من أجل عدم تغذية تيارها لا سيما ونحن نرى أنها فى حالة تبني جماعات كبيرة لها سوف يكون ضررا يأكل الأخضر واليابس.
12- كما نعتب عليكم كثرة الاستظهار بعدد الموقعين على البيان ولو قيل رابطة كذا أو اكتفي بمن أعد البيان لكي نستطيع محاورته وأما إذا كان المطلوب بيان أن هذا يمثل اجتهادا جماعيا فإنه فى النهاية لا يمثل اجماعا كما وجد فى البيان وإلا فإنكم تسمعون عن دعاة وعلماء لهم موقف غير ما ترون وينالهم سب وشتم وأذى لعله بلغ مسامعكم.
13- ونريد أن نطمئنكم أن اجتهاد الدعوة السلفية هو اجتهاد جماعي وأن قراراتها تعرض على مجلس شورى مكون من أكثر من مائتي عضو بين عالم وطالب علم وداعية يمثلون التوزيع الجغرافى لجمهورية مصر العربية كلها ويدرسون واقعهم دراسة متأنية ويتميزون بالانفتاح على جميع المدارس الدعوية ، ومن ثم فلن نقول كما تردد بعض الجماعات أنه لا شأن لأحد بقراراتها ولكن نقول أننا نقبل النصح من كل أحد على أن يستوفي الناصح المعرفة التامة بالواقع إلا أن القرار في النهاية هو قرار مجلس شورى الدعوة السلفية.
14- وفي النهاية لدينا ملاحظة حول توقيت البيان الذي يبدو أقرب إلى الاختيار السياسى منه إلى الاختيار الشرعي الذى كان يحتم طالما أن الغرض النصيحة أن تكون منذ اشتراكنا فى لجنة الخمسين أو فور إعلان موافقتنا على الدستور كما يبدو مستغربا جدا أن يكون فى البيان دعوة لجميع الدعاة أن يتواصلوا مع الدعوة لاقناعها بالعدول عن قراراتها رغم أنكم تملكون وسائل الاتصال وتم هذا من قبل كما سبقت الاشارة اليه ، وقد كان الأولى في النصيحة أن تكون في جلسات تتم فيها مناقشة الأدلة والموازنات الشرعية وحقائق الواقع وتوضيح موقف الدعوة والحزب بدلا من أن تكون على صفحات الإعلام وقد رفضتم هذه الجلسات وآثرتم أن تكون معلوماتكم من وسائل الإعلام الموجهة المغرضة ، وموقفكم مبنيا على سماع من طرف واحد أخذتم فيه موقف الخصم والحكم.
15- وفي النهاية تؤكد الدعوة السلفية أنها جمعية مصرية خالصة وأنها ليست عضوة في أي تحالفات أو روابط وأنها تلتزم بقراراتها الداخلية غير أنها ترحب بأي نصيحة صادقة مبنية على علم بالشرع وبالواقع وفي حالة رغبتكم في الاطلاع على مزيد من التوضيحات نرجو التواصل ونحن نرسل إليكم بعض الأبحاث والمقالات التي تناولت هذه المواقف بالتفصيل.
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجلس إدارة الدعوة السلفية العام
الإثنين 11 ربيع الأول 1435 ـ 13 يناير 2014