رغم أن هناك عبارة في التلمود تقول إن "لا أنبياء في العصر الحالي إلا الأطفال والمعتوهين"، إلا أن شمول هابارتزي، افتتح مدرسة في تل أبيب لما يقول إنه تعليم "النبوة".
وأطلق هابارتزي على مدرسته اسم "مدرسة قابيل وهابيل للأنبياء"، ويعلم فيها طلابه "النبوة" مقابل 53 دولار (200 شيكل إسرائيلي" وخلال 40 حصة دراسية.
وهابارتزي هو مؤسس المدرسة والمعلم الوحيد فيها، كما أنه أحد أتباع حركة "تشاباد" اليهودية المتشددة التي تعرضت لانتقادات شديدة ويرجع هذا في جانب منه إلى أن أعضاءها توجوا زعيمهم الراحل الحاخام مناحم شينيرسون مهدياً منتظراً.
ولا تشترط المدرسة من روادها أن يكونوا متدينين، إذ إن طلابها يرتدون السترات الرياضية الحديثة والقمصان، ووجوههم حليقة ويحملون كمبيوترات لوحية ومعهم هواتف نقالة ذكية، تقول المدرسة إنها ستجعل من كل واحد من هؤلاء "متنبئ يهودي عصري".
وأربكت المدرسة التي بدأت فصولها هذا الشهر المنتقدين الذين استنكروا المدرسة ووصفوها بأنها "تجديف واحتيال"، خصوصاً وأن تعاليم اليهودية تنص على أن لا نبي بعد أن حطم الرومان الهيكل الثاني في القدس وحقبة النبوة لن تتجدد إلا مع وصول المسيح وإعادة بناء الهيكل.
وبخصوص المدرسة، قالت استاذة الفكر اليهودي في الجامعة العبرية في القدس ريتشل إيليور: "لا سبيل لتعليم النبوة... إنه مثل فتح مدرسة لتخريج اينشتاين أو موتسارت".
ومن بين المقررات الدراسية للطلاب في مدرسة "قابيل وهابيل للأنبياء"، مساق بعنوان "شق البحر 101" وثان بعنوان "كيف تتنبأ بالمستقبل" وثالث بعنوان "مبادئ إعلان النواح"، كما يتعلم الطلاب تفسير الأحلام وتصنيف الملائكة وأسرار "الروح القدس" وكيفية تمييز المشاعر الداخلية للأفراد عن سلوكهم الخارجي ومظهرهم.
وقال هابارتزي إن المقرر الدراسي "يوفر الأدوات الرئيسية لإخراج النبي في أي شخص"، مشيراً إلى أن الناجحين سيحصلون على درجة الدبلوم.
وأشار هابارتزي إلى أته ليس هناك عملية لقبول الطلبات فبوسع أي شخص يريد أن يتعلم كيف يصبح نبياً أن ينضم إلى المدرسة بمجرد حضور الحصص، موضحاً أن 12 طالباً تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عاماً التحقوا بها حتى الآن، وأنهم عبارة عن مزيج متباين من الناس.
وهابارتزي، البالغ من العمر 34 عاماً، يتمتع بثقافة متنوعة، فهو مهندس برمجة كمبيوتر ومهاجر روسي بلحية طويلة ويرتدي الملابس السوداء لليهود المتشددين. وقال إنه كان ملحداً من قبل، وانغمس في "العلوم والتصوف والفلسفة الصينية والتنجيم والسحر الأسود والشعائر المسيحية" حتى اعتنق اليهودية.
وألف المواد الدراسية من الكتابات التي يقول إنه يمكن العثور عليها في أي مكتبة دينية، منها كتب الأنبياء. ولأنه لا يوجد نظام تقليدي للدورة الدراسية كي يصبح المرء نبياً، فقد اعتمد هابارتزي على تقديره الشخصي في وضع المنهج.
ويعتقد هابارتزي مثل آخرين في حركة تشاباد أن المسيح جاء بالفعل وأن عصر الخلاص من الخطايا قريب، ولذا فمن الممكن أن يظهر أنبياء جدد.