أهم الأخبار : :

"داعش" في مصر

Unknown الخميس، 28 أغسطس 2014 | 11:42 ص

"داعش" في مصر بقلم محمد حسن الصعيدي 

أفقت من نومي على هذا الكابوس الذي فتح مصراعيه على عقلي ووجداني، حتى وصل إلى أن ينغص علي منامي، فمنذ ظهور تنظيم داعش في سورية ثم العراق، وبعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (المشوّه) الخلافة، بعد سيطرته المفاجئة على مناطق واسعة في العراق، بدأت تراودني مخاوف من انتشار الفكر الداعشي في منطقة الشرق الأوسط كله. وعلى الرغم من أن المراقبين يقولون إن جاذبية التنظيم خارج العراق أقوى وأكبر الآن، بعد ما حدث فى مصر وليبيا وغزة، إلا أن التنظيم يتبع مساراً قديماً وبالياً للاستيلاء على السلطة وتوطيدها في المساحة الجغرافية المحدودة لدولة قطرية واحدة. لكن، تولد لدي تخوف رهيب من انتشار الفكر الداعشي في مصر عامة، وبين أبناء التيار الإسلامي الذي كان يوصف وسطياً، خاصة، وذلك لتوافر بيئة خصبة وتربة ملائمة لنمو هذا التيار الداعشي، وتظهر بوادر هذا التخوف وملامحه في الآتي: -الإنقلاب العسكرى على أول تجربة ديمقراطية وليدة فى مصر، أطاحت رئيس جمهورية منتخب، وعصفت بأحلام جيل كامل وطموحاته في بناء أمة ناهضة قوية. -انتشار الظلم والطغيان وسفك الدماء وانتهاك الحرمات واعتقال الشرفاء، مع عدم القصاص من قتلة الثوار ومغتصبي النساء. -الإحساس المنتشر بين أبناء التيار الوسطي، بخيبة الأمل واليأس، ممزوجاً بالمظلومية والحالة الكربلائية وارتداء ثوب الضحية المستضعفة، وإجادتها على طول الخط. -الدور المخابراتي الداخلي والخارجي في خنق الحالة الثورية وتأزيمها، وتوجيهها نحو مسار المشهد السوري. -الدور الدولي والإقليمى فى رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، وترسيم حدوده وتقسيم المقسم فيه. -كثرة أعداد المصريين في تنظيم داعش فى سورية والعراق، وأغلبهم من الشباب المتعلم المثقف، للأسف. -المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي، والراصد لحركة الثوار واتجاهاتهم، يجد ترحيباً كبيراً واستقبالاً شرساً لأخبار داعش ونوادره، وإظهار محاسن مواقفه مع حاضنته الشعبية، وترويجها. -استمرار سفك الدماء وقتل الأبرياء واعتقال الشرفاء وسرقة الأحلام والأمنيات والأوطان. -انسداد الأفق السياسي والحلول الثورية، مع غياب الرؤية وعجز القيادة وجلد الظالم وفجره. وقد ظلم الجهاد كما ظلم الإسلام مرتين، من أبنائه ومن أعدائه، وظلم الأعداء للجهاد طبيعي ومنطقي. لكن، أن يظلم الجهاد من أبناء الأمة الإسلامية فهذا غير منطقي، وليس طبيعياً سواء لمن يحملون راية الجهاد المسلح، أو من من يحملون راية الجهاد السلمي، وهنا، لا نذكر دور التيار السلفي المتحالف مع الطواغيت والديكتاتورية العسكرية وأكواخ المخابرات وكهوف أمن الدولة. فالجهل والغرور واتباع الهوى وعبادة الأمراء والتنظيمات وخلق الأصنام الجهادية والتضليل الإعلامي، وترديد الشائعات ونشرها، من أهم أعراض تشويه صور الجهاد في الإسلام، وتنفير الناس وتأخير الدعوة ومحاربتها في كل مكان.