إكرام بدر الدين: عدم وجود مصر يدل على فشل المؤتمر قبل أن يبدأ
مع ازدياد عدد الشهداء فى غزة نتيجة للقصف الدامى عليها من قبل الجيش الإسرائيلى, تم الإعلان عن مؤتمر فرنسا لوقف الحرب فى غزة حسب إدعائهم, ودعت فرنسا إلى عقد المؤتمر بحضور وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى, ونظرائه من إيطاليا, وبريطانيا, وألمانيا, وقطر, وتركيا, وممثل الاتحاد الأوروبي.
وتعود دعوة فرنسا لكلا من قطر وتركيا إلى سيطرتهم على مواقف حماس تجاه استمرار الحرب من جانبها بإطلاق الصواريخ على إسرائيل, إضافة إلى تواجد قيادات جماس فى قطر رغم زيادة اشتعال الموقف فى غزة يوما عن يوم.
ويذكر أنه تمت دعوة السعودية, والرئيس الفلسطينى, لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض من جانب السعودية وفلسطين، وذلك لتجاهل فرنسا دعوة مصر, رغم دور مصر القوي فى إطلاق مبادرة لوقف إطلاق النار بين الطرفين.
وصرح السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، أن هناك خلافات كبيرة بين مصر من جانب، وقطر وتركيا من جانب آخر, مشيراً إلى أنهم يريدون أن يحلوا الموضوع بطريقتهم, مؤكدًا أن من يستطيع وقف الحرب الدائرة فى غزة ستكون مصر معه, لافتًا إلى أن موقف مصر معلن من خلال مبادرتها, ولو كان تم الاتفاق والموافقة عليها من حينها لكانت توقفت الحرب.
وأضاف شاكر، لـ"الفجر"، أن عدم دعوة مصر إلى مؤتمر فرنسا يرجع إلى دعوة كلا من قطر وتركيا, موضحاً أن فرنسا تعلم أنه بحضورهما سترفض مصر الدعوة, وأنها لن تشترك فى هذا المؤتمر, لكنه إذا تم الحل من جانب فرنسا ستكون مصر سعيدة بذلك لوقف نزيف الدم فى غزة، مشيراً إلى أن فرنسا صديقة وهى دولة ليست معادية لمصر.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إنه لابد أن يكون لمصر دور أساسى فى حل هذه الحرب ووقفها, مشيراً إلى أن مصر تدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وخاضت حروب من أجلها, لذلك يستوجب وجود مصر فى خطة الحل, وعدم وجود مصر يدل على فشل المؤتمر حتى قبل أن يبدأ والدليل رفض أبو مازن الحضور.
وأشار إلى أنه من الممكن أن تكون مصر هى من رفضت المشاركة، وذلك لحضور قطر وتركيا المسئولين عن موقف حماس تجاه المبادرة المصرية, وحماس ترضخ لكلا منهما، لافتاً إلى أن قطر وتركيا هما من يمولوا ويمدوا حماس بالأسلحة والصواريخ, ومواقف فرنسا تجاه مصر جيدة, وفرنسا لا يمكنها تجاهل مصر لكن ربما تكون هناك خلفيات أخرى، مؤكداً أن المبادرة المصرية هى المحور الأساسى فى الموضوع الذى يمكن البناء عليه, ولا يمكن لأحد تجاهل أو إغفال الدور المصرى.