دعا الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، المشير عبد الفتاح السيسي، الفائز بالانتخابات الرئاسية وفق نتائج نهائية غير رسمية، إلى تبني المصالحة مع الإخوان المسلمين.
وقال إبراهيم: "كلا الطرفين في حاجة للمصالحة، فلا السلطة يمكنها أن تنجح في وجود مسيرات ومظاهرات يومية، ولا التيار الإسلامي يتمنى أن يقضي أعضائه بقية حياتهم بالسجون".
وطالب إبراهيم السيسي بأن يبادر باتخاذ "الخطوة الأولى نحو المصالحة"، بالإفراج عن الطلاب وكبار السن، مطالبا التيار الإسلامي، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، بالاعتراف بـ"شرعية الأمر الواقع"، وبما حدث عقب مظاهرات 30 يونيو من إسقاط للرئيس محمد مرسي.
وشدَّد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والمفكر الإسلامي على أهمية أن يكون ذلك "دون ضجيج " ودون الإعلان عنه في وسائل الإعلام، معتبرا أن الإعلان عن مثل هذه المبادرات قد يكون عاملا لإفشالها قبل أن تبدأ.
وحول ما يردده أنصار الطرفين بأنه "لا تصالح على الدم "، قال إبراهيم: "التصالح وجد في الأساس بين أشخاص بينهم دم"، مشيرا في هذا الإطار إلى المصالحة التي تمت في التاريخ الإسلامي بين معاوية بن أبي سفيان والحسين بن علي، رغم سقوط 80 ألف قتيل، 60 ألفًا من طرف معاوية و20 ألفًا من طرف الحسين.
واقترح المفكر الإسلامي في هذا الإطار أن يكون "دفع الدية" لأسر القتلى والمصابين من الطرفين، حلا شرعيا يمكن أن يلجأ له المشير السيسي.
ووجه المفكر الإسلامي رسالة إلى من يقول "لا تصالح مع الدم" ويستند في ذلك لقصيدة الشاعر المصري الراحل أمل دنقل "لا تصالح"، قائلا: " كلام الله في القرآن، حيث قال سبحانه ( والصلح خير) هو الأولى بالتطبيق والاقتداء من كلام دنقل".
وحول ما جاء في حوارات السيسي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، والتي لم تحمل أي إشارة للتصالح، بل جاءت برسائل معاكسة، قال ناجح: "أنصاره (السيسي) لا يريدون الإخوان، وهو كان يقول ذلك مغازلا إياهم، لكنه عندما يصل للسلطة لن يستطيع أن ينجح دون تصالح".
وقال السيسي، في حوار تليفزيوني، إنه لا نية لديه للتصالح مع الإخوان، وأنه لن يكون هناك ما يسمى بـ "مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين" خلال سنوات حكمه.
واستشهد إبراهيم بما حدث في مصر مع الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، حيث بدأ كل رئيس عهده بـ "التصالح" والإفراج عن المعارضين، مشيرًا إلى أن مبارك كان يردد دائما في حواراته عبارة " لا تصالح مع الإرهاب"، لكنه رحب بالمصالحة عندما وجد جدية من جانب الجماعة الإسلامية.
مصر العربية