أحمد عويس:
يلم يكن يوم 4 مايو يمر مرور الكرام بالنسبة للمصريين طوال 20 عاما مضت على الأقل قبل عام 2011 عندما كانت الصحف القومية والقنوات التليفزيونية الحكومية تفيض بالمقالات والبرامج التى تتغنى بيوم «ميلاد الرئيس.. يوم ولدت مصر من جديد» احتفالا بيوم ميلاد الرئيس حسنى مبارك.
وتمر السنون وتأتى ثورة 25 يناير لتطيح بالرئيس من عرشه وتلقى به خلف القضبان ويخرج خيرت الشاطر رجل جماعة الإخوان المسلمين القوى من السجن ويفرض نفسه نجما على السياسة والإعلام ويعرف الجميع أن الرجل مولود أيضا فى الرابع من مايو.
وكما مرت سنوات حكم مبارك الثلاثون، مرت سنوات صعود الشاطر وإخوانه الثلاثة سريعا ليأتى الرابع من مايو 2014 ومبارك نزيل مستشفى المعادى العسكرى والشاطر بالقرب منه فى سجن طرة.
جمعت المفارقة العجيبة بين مبارك وخصمه الشاطر فى يوم الميلاد وإن اختلف العام فكان ميلاد مبارك فى 4 مايو 1928، فى حين ولد الشاطر بعد مبارك بـ22 عاما وتحديدا فى 4 مايو عام 1950 بمحافظة الدقهلية.
فى العام الماضى، قضى الرئيس المخلوع حسنى مبارك، عيد ميلاده الـ 85، وهو محتجز فى مستشفى سجن مزرعة طرة، على ذمة قضايا الاستيلاء على المال العام وقتل المتظاهرين فى أحداث ثورة 25 يناير، بينما كان خيرت الشاطر هو رجل مصر القوى بعد وصول مرشح جماعته محمد مرسى لرئاسة البلاد.
واليوم تبدلت الأدوار، حيث يحتفل «مبارك» بعيد ميلاده الـ86 خارج أسوار السجن، بعد أن أصدر نائب الحاكم العسكرى قرارا بتحديد إقامته الجبرية بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى.
بينما يقضى «الشاطر» عيد ميلاده الـ64 داخل أسوار السجن، ولم يكن يتخيل «الشاطر»، أن يعود إلى السجن الذى دخله 6 مرات وقضى فيه 12 سنة بهذه السرعة.
ومن أبرز أوجه التشابه أيضا أن الشاطر صرح فى شهر فبراير 2012 فى لقائه مع الإعلامى أحمد منصور بأن ترشحه للرئاسة غير وارد، وهو نفس الشهر الذى أعلن فيه مبارك فى خطابه الثانى فى أحداث ثورة يناير أنه لم يكن ينتوى الترشح للرئاسة مرة أخرى.
من جانبه يقول أستاذ التاريخ الحديث عاصم الدسوقى إن الشاطر ومبارك نموذجان لرفقاء التاريخ خصوم السياسة، وأن القواسم المشتركة بينهما كثيرة وتتخطى المناسبات والمفارقات فى أيام الميلاد، ومنها «الوصولية، البرجماتية، والنزوع إلى السيطرة، الرغبة فى التوريث».
فيما يصف سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى المفارقات بين الشخصيات المثيرة للجدل تاريخيا بـ«المدهشة» ويقول إن مرشحى الرئاسة فى مصر حاليا السيسى وصباحى ولدا فى نفس العام 1954، لافتا إلى أن الأمر يأخذ طابعا شيقا مادام مرتبطا بالزعماء أو القادة.
ويضيف صادق أن مبارك والشاطر يجمعهما ايضا «الفشل السياسى» وكلاهما لديه رصيد من الإخفاقات التى ورطت البلاد فيما بعد فى أزمات عديدة.