وصف رئيسُ مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ترشحَ وزير الدفاع المستقيل وقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية بالـ"معضلة الخطيرة". وأكد أنه لا يمكن - حسب معايير الاتحاد الإفريقي - مكافأةُ من سماهم "القائمين بالتغييرات غير الدستورية" بتوليهم السلطة في بلادهم حتى ولو كان ذلك بالطرق الدستورية.
وقال رئيس المجلس السفير بول لولو بولس - بحسب الجزيرة مباشر مصر - إن ترشح السيسي مرفوض لأنه كان على رأس الجيش المصري عندما أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي.
الدبلوماسي رفيع المستوى أوضح أيضا أن من يطيح بحكومة شرعية بشكل غير دستوري لا يمكن مكافأته بإعادته إلى النظام الدستوري.
وقال بولس إن ما سماها "الشرعية العملية" لن تكون مستوفية لمعايير الاتحاد الإفريقي حتى بعد إجراء الانتخابات المقبلة في مصر.
وتكمن أهمية تصريحات بولس في أنه يرأس الهيئة الدولية التي اتخذت أول إجراء عقابي ضد مصر عندما علق مجلس السلم والأمن الإفريقي أنشطة مصر في الاتحاد الإفريقي بعد يومين فقط من الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي.
وجاءت تصريحات بولس أيضا عقب اجتماع للمجلس نوقشت فيه تمثيلية الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر، وبعد أيام من الزيارة لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الإفريقي إلى مصر بقيادة رئيس مالي السابق ألفا عمر كوناري.
وبينما اعتادت وسائل الإعلام المصرية تصوير زيارات كوناري ولجنته إلى مصر باعتبارها تضفي شرعية على الأوضاع الجديدة، فإن تصريحات بولس تشير إلى أن مصر تتجه إلى المزيد من العزلة في علاقتها بإفريقيا .
هذه العزلة كان من أبرز تجلياتها غياب مصر للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن عن قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في أديس أبابا في شهر يناير الماضي، رغم أنها كانت من أهم مؤسسي الاتحاد في خمسينيات القرن الماضي.