أعرب حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، والمرشح الرئاسي المحتمل عن شكوكه في قدرة المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع على جلب الديمقراطية حال انتخابه رئيسًا للبلاد على خلفية الانتهاكات الحقوقية التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي. وقال صباحي في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن "القمع الذي عانت منه مصر تحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك لا يزال متصدرًا للمشهد السياسي بعد ثلاث سنوات من سقوطه"، مشيرًا إلى أن "دور المشير في توجيه التحول السياسي في البلاد يجعله يتحمل حتى الآن المسؤولية السياسية المباشرة أو غير المباشرة لقائمة من الانتهاكات الحقوقية"، وذلك في رده على سؤال حول مدى قدرة السيسي في أن يكون زعيمًا ديمقراطيًا. وتابع المرشح اليساري أنه ما زال ينتظر نظامًا ديمقراطيًا حقيقيًا، لافتًا إلى أن المرحلة الانتقالية الحالية لا تحترم قيم الديمقراطية والتعددية وانتهكت الدستور في طريقة تعاملها مع المعارضين، مع تفعليها للحريات التي يريدها الشعب المصري ويستحقها. وأضاف أن مصر لم تتمكن حتى الآن من تطهير النظام "الفاسد" أو إنشاء جيل جديد من السياسيين، موضحًا أن النظام الذي حكم البلاد على مدى عقود واعتمد على القمع والفساد لا يزال موجودًا، واصفًا نخبة اللحى الحاكمة في عهد مرسي بـ "السطحية". وعلى الرغم من تشاؤم صباحي إلا أنه شدد على عدم تسامح ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع لعزل رئيسين خلال ثلاث سنوات مع أي دكتاتورية جديدة، وأن أي محاولة لإعادة إنتاج النظام القديم لن ينجح، وقال:" الناس أذكياء جداً ولن يكون هناك مستقبل لأي شخص يحاول إعادة النظام السابق". وقال صباحي إن الحكومة استخدمت "حربها على الإرهاب" كغطاء لكبت المعارضين والاعتداء على الأبرياء، وتمرير قانون مكافحة الاحتجاج. وتقول "رويترز" إن صباحي تحدث إليها من مكتبه بالقاهرة، وكان يعرض بفخر صورة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، معربًا عن أمله في إلهام المصريين بتنفيذ ما اسماه بـ "الثورة التي لم تنته بعد" على غرار بطله الزعيم عبد الناصر الذي وصفته الوكالة بصاحب "الاشتراكية العربية" الفاشلة في تحقيق الرخاء لمصر، مشيرة في الوقت ذاته إلى دفاع صباحي الطويل عن المزارعين وحقوق العمال. وعن سقوط مبارك، قال صباحي إن "ثورة البلاد لن تكتمل ما لم يصل إلى الشعب إلى السلطة، وأنا من قلب الشعب وضد احتكار هذا الحق واحد والممثل الوحيد للثورة هي مطالبها وأهداف العدالة الاجتماعية والديمقراطية". ورأت الوكالة أن صباحي يبدو أنه يراهن هذه المرة على دعم الشباب الذين انضموا للثورة المضادة لمبارك، بينما رأى صباحي أن هناك احتمالية لمقاطعة الانتخابات بسبب دعم وسائل الإعلام والدولة للمشير. وتابع صباحي": الثوار لم يصلوا بعد للسلطة لأن الناس والقوى السياسية ضعيفة"، في إشارة لأحزاب المعارضة المفتقرة للتنظيم والجاذبية الجماهيرية على غرار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الآن". وفي ختام حديثه، علق صباحي على مواجهته للسيسي في الانتخابات الرئاسية، قائلاً:" أنا ذاهب للمعركة الصعبة بهدف إقناع الناس المحبة للجيش والدولة بعدم التحول ضد الثورة