أهم الأخبار : :

علي جمعة يفتح النار على السلفيين: بن تيمية "أشعري" و"ليس سلفيًا"

Unknown الجمعة، 21 فبراير 2014 | 11:31 م

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقًا، إن "شيخ الإسلام" بن تيمية ليس "سلفيًا" ـ على خلاف الاعتقاد السائد عنه ـ بل هو "أشعري"، وهو مذهب "أهل السنة والجماعة" ـ كما يقول ـ لكن "بعضهم يحاول أن يجعله على مذهب ابتدعوه اسمه مذهب السلف، والسلف ليس مذهبًا". ودلل جمعة بما ورد في مجموع فتاوى ابن تيمية في المجلد الثالث، وهو يحكي عن مناظرة صفي الدين الهندي إمام الأشاعرة لابن تيمية في صفحة 187؛ إذ قال الصفي الهندي: (قلت له أنتم ما لكم على الرجل اعتراض؛ فإنه نصر ترك التأويل وأنتم تنصرون قول التأويل، وهما قولان للأشعري)، ونقلُ ابنِ تيمية هذا "وقبولُه له يدل على أنه كان أشعريًّا ورضي بذلك"، على حد قوله. وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "دأب السلفيون المعاصرون في محاولة أخرى لاجتذاب الأشعري لآرائهم النصوصية، فكثيرًا ما يؤكدون فكرة الفصل الكامل بين الأشعري وأفكار المدرسة المنسوبة إليه، والحق أن الأشعري اقتنع تمامًا بنبذ الفكر الاعتزالي وبنبذ الفكر النصوصي أيضًا، وصار منهجًا هو المقبول عند أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا". وتابع: "ولذلك فإن الذي يعيب على الأشعرية ويعتبرها مانعًا من قبول العلماء, ويَرُدّ بذلك ما عليه علماء الأزهر حتى في الفقه من أجل أنهم أشاعرة، قد جهل أنه بذلك أنكر منهج الوسطية وأنه صار بذلك رجعيًّا يتصور أن الإسلام يصلح لعصر دون عصر, ويحاول أن يسحب الماضي على الحاضر, وأنه بذلك قد خالف هدي القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم معًا". واستطرد في إشارة إلى السلفيين: "لقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الصنف من الناس الذين يتكلمون بغير علم، وفي الحديث: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ» (صحيح البخاري). وأشار إلى أن "هؤلاء قد خطوا بمنهجهم المعوج بداية طريق التطرف ثم الإرجاف وهم الدائرة الأوسع التي ينبت منها الدماء البريئة التي تسيل من جراء الجهل بالدين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْه» (صحيح مسلم). ورد جمعة على شكوى بعض الشباب مِن توجُّهٍ قال إنه بدأ يشيع في أوساطهم، يستعمل كلمة الأشعرية أو الأشاعرة وكأنها سبٌّ كفيلٌ بأن ينفر الناس من ذلك العالم الذي يوصف بالأشعرية، قائلاً: إن "المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة والجماعة منذ نشأته وحتى يومنا هذا، وهو المذهب الذي يُدرس في الأزهر الشريف، وهو المذهب الذي عليه جماهير أتباع الأئمة الأربعة: الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة". وأوضح أن "هذا الفكر المبني على تلك الدراسة العتيقة والمبني على التأمل والنظر، والمبني على إيجاد حلول للمشكلات الفكرية المعروضة على الساحة، قَبِله كلُّ العلماء قبولاً تامًّا حتى رأينا أن المعتزلة انتهت أو كادت أن تنتهي في القرن الرابع الهجري، وما ذلك إلا بفضل أبي الحسن الأشعري الذي بنى كلامه على الكتاب والسنة وعلى صحيح المعقول، وكان أبو الحسن الأشعري في بعض الأحيان يعرض قولين في المسألة يمكن الأخذ بأحدهما، فكل واحد من القولين يعد حلاًّ مقبولاً للمشكلة". وأردف قائلاً: "استقر اتِّباع المسلمين من أهل السنة والجماعة للمذهب الأشعري باعتباره هو المذهب العلمي الأدق والأوسع، ولقد ألف الأشعري نحو سبعين كتابا؛ منها كتاب صغير طبع عدة مرات في دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدَّكِّنْ بالهند، اسمه "استحسان الخوض في علم الكلام"، وهو لا يتعدى ثلاث عشرة صفحة بَيَّنَ فيها استنباط الأصول العقلية من الكتاب والسنة"