أهم الأخبار : :

ما هو "تقرير الحالة" الذي ينبغي أن يقرأه "السيسي" الآن؟ الاجابة بأمانة:

Unknown الأربعاء، 4 ديسمبر 2013 | 8:00 م

ما هو "تقرير الحالة" الذي ينبغي أن يقرأه "السيسي" الآن؟
وماذا يمكن أن يقدم له مستشاروه وناصحوه؟

سنكتب له بأمانة لا يستحقها، وسنفكك له اﻷحداث من بعضها، ونبسطها له أملاً في أن يفهم هذه المرة !

لقد مر انقلابك "بعشر ضربات" فماذا كانت نتائجها؟

الضربة الأولى :كانت ناجحة للغاية في حشد الجماهير ضد "د .مرسي" "والإخوان"، واستطعت تجميع مؤسسات الدولة وقواها السياسية في بوتقة واحدة، فأصبحْتَ تسيطر على الشرطة والقضاء والإعلام والمحليات، والحركات السياسية والثورية المعارضة "للإخوان"، ثم استحوذت على "اﻷزهر والكنيسة"، وشققت الصف السلفي واجتذبت "حزب النور"، وقُدْت حملة تشويه إعلامية ضد الرئيس ومؤيديه، وتهيأت لك الظروف لتنفرد بقرارات تاريخية للجيش ولنفسك ...وللشعب إذا أردت.

الضربة الثانية :كانت ناجحة خفقت لها قلوب أنصارك، وهي البادئة بإنذار 7/1 ثم إعلان 7/3الذي اعتبره "الإخوان" وحلفاؤهم انقلابًا لكن حلفاءك اعتبروه نصرًا، ورفعوك إلى السماء، وأصبحت زعيمًا شعبيًّا تهفو له القلوب في 48 ساعة فقط، ولم يستطع "تحالف الشرعية" أن يغير المعادلة السياسية طوال فترة اعتصامهم تغييرًا ملموسًا، وبالتالي كانت نتائج المعركة لصالحك، للدرجة التي تخلى فيها المصريون عن عواطفهم وإنسانيتهم وتنادوا بفض المعتصمين تحت تأثير مدافع الإعلام، وحفاظًا على بهجة النصر الذي كاد المعتصمون أن يضيعوها على "شعب السيسي" المنتصر.

الضربة الثالثة :كانت مثيرة للجدل، رغم اﻹعداد النفسي الجيد للشعب، وهي فض الاعتصامات، ولكن صدمة قتل الآلاف، وحرق جثثهم ثم الضرب بالرصاص الحي في المتظاهرين "برمسيس" مع امتهان المساجد، أتى بجديد في المعادلة، فقد ازداد بعض مؤيديك تطرفًا وإصرارًا على استكمال القبضة الحديدية حتى يستقيم حال البلد، وخسرت بعض من صدمتهم فداحة المشاهد، وخسرْتَ أيضًا بعض الحيارى الذين يصدقون إعلامك حين تسربت الحقائق للشارع فأربكتهم رغم أنهم لا يشاهدون "الجزيرة" بل يخافون من مشاهدتها!!...


وبالتالي تكون الحصيلة متكافئة، فالمؤيدون المتطرفون من أنصارك دافعوا عن " السيسي القوى" في مواجهة "مرسي الضعيف!"، وأن البلد تحتاج "للقوى" في هذه الظروف العصيبة، لكن هنالك من خسرْتَهم وفقدوا الحماس للمشهد السياسي برمته، فأصبحت النتيجة متعادلة.

الضربة الرابعة :كانت إضافة معتبرة لرصيدك، وهي ادعاء الإرهاب في سيناء، ثم تسليط الضوء على شهداء الشرطة والجيش، وحسم إعلامك تعليق دمائهم برقبة "اﻹخوان" مما أعاد مؤيديك للمشهد مرة أخرى بعد أن كادوا يتركونك، واستطعت أن تقفز على مجزرة 37 شهيدًا بعربة الترحيلات بقتل 25 جنديًّا ليتفرق دم الجميع وتنجو من المسئولية إعلاميًّا، ثم استمرت "لعبة الإرهاب" بمحاولة اغتيال وزير الداخلية وانفجار مبنى مخابرات الإسماعيلية لتسترد بها بعض أنفاسك المكروشة، ووافق جمهورك -من جديد- على ادعاءات الإعلام بأن "الإخوان" هم مرتكبو هذه الجرائم، وكان نجاحك مضاعفًا حين استثمرت هذا النجاح ولفتَّ الأنظار إليه بجوار مشكلات "سيناء" ونجحت في استصدار تصريحات أوروبية وأمريكية تدعمك في الحرب ضد الإرهاب !..واستغل إعلامك نتاج هذه العمليات في محو جريمة فض الاعتصامات من الذاكرة، وتأكيد إرهاب اﻹخوان، فَتَوازن موقفك الإعلامي العام واحتفظت بقدر معقول من الشعبية .

الضربة الخامسة :كانت خصمًا من رصيدك؛ وهي حديثك "للمصري اليوم" ثم تسريب الحوار وتمزيق صورتك أسبوعيًّا عبر المعالجة المحترفة من" الجزيرة"، والتي أظهرتك مستبدًا، ومنحازًا ضد الفقراء وطالب سلطة، وعدوًا لثورة يناير، ورغم الدفاع المستميت عنك أحيانًا، والتجاهل الإعلامي أحيانًا أخرى، فإن الشارع وصلته التسريبات وتداولها فأخرجت كتلاً من مؤيديك إلى عالم "الحيرة" أو "الكنبة" مرة أخرى، ولم يفلح حادث مقتل الضابط "محمد مبروك" في التغطية على الفضائح، كما تفتحت أعين النشطاء الذين أيدوك، وبدأ الشك يظهر بشدة على خطابهم، وخضت معركة خائبة تمامًا مع "عنان"، بجوار انتشار حملات مَهِينة لتأييد ترشيحك للرئاسة، وضعتك على ألسنة الناس بشكل يفقدك إجماع اللحظة الملهمة الذي صنعته في 30 يونية، ثم ما لاح في الأفق من عدم رضا الدول الحليفة لك بترشحك في معركة الرئاسة والاكتفاء "بوزارة الدفاع"، خاصة بعد تأكيد عدم دعمك ماليًّا من حلفائك.

الضربة السادسة :كانت موجهة إليك من حكومتك الفاشلة عبر أزمات شعبية مثل الوقود وأنابيب الغاز، والتي استثمرها معارضوك لتشير إلى تردي الأوضاع وكذب وعودك: "وبكرة تشوفوا مصر، أد الدنيا، نور عينينا"، ثم أصبحت الحكومة عبئًا ثقيلاً بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وفشلهم في قرض الصندوق، وإخفاقهم في جلب الاستثمارات، وانهيار السياحة وتوقف المصانع وهروب الشركات الأجنبية وارتفاع البطالة وطبع البنكنوت والاقتراض غير الواعي، والعجز أمام حوادث الطرق والقطارات، ثم تعليق المعونة اﻷمريكية الذي أتى كطعنة في الظهر من الحليف.... فتسرب اليأس إلى الشارع بشكل نسبي.

ومع إصرار خصومك على تعرية أخطائك وصمودهم بوجهك، فقد تراجع اﻷمل فيك، وهذا تأثيره أكبر من انخفاض الشعبية بكثير.

الضربة السابعة :ضربة موجهة منك إليك وخصمًا من رصيدك، وهي التخبط في خارطة المستقبل التي فرضتها بنفسك، فرغم الانتهاء من مشروع "الدستور" لكن أهميته تضاءلت بجوار اﻷمواج المتلاطمة من المشكلات السياسية والاقتصادية، والمشكلة أن عدم الاهتمام بالدستور مُرشَّح ليصدمك يوم الاستفتاء حين تقل نسبة اﻹقبال والتصويت عن دستور 2012!!.

وارتبكت حسابات الخارطة التي أردت إثبات قوتك كرجل دولة من خلال دقة تنفيذها، فإذا بها تنهار تمامًا، فالدستور ينتهي بعد موعده متضمنًا المواد نفسها التي رفضتها القوى السياسية في 2012، وهاهو اجتماع سري يسفر عن قلبها رأسًا على عقب بحيث تأتي انتخابات الرئاسة قبل البرلمان عكس إعلانك الدستوري، وذلك بسبب خشيتك من انهيار شعبيتك أكثر، وها هي الأشهر الستة تمر دون انتهاء المرحلة الانتقالية!

ويبدو أن إحساس الفشل وصل لحلفائك، حتى صرخ "عمرو موسى" قائلا : لقد قمنا بالانقلاب لنأتي بدولة أفضل من دولة مرسي ونحن اﻵن في أسوأ دولة.

الضربة الثامنة :ضربة موجهة إليك من التحالف بنجاحهم في تجاوز عقبات محاكمتك دوليًّا ومعك حلفاؤك، وأنت تعلم جيدًا خطورة هذه الخطوة رغم استهانتك الظاهرية بها، وتعلم أن حلفاء -مثلك- لأمريكا تم إدانتهم لقيامهم بنفس أفعالك مثل "ميلوسيفتش" و"كارازديتش" و"بينوشيه".

وهنا يحدث تحول خطير يدمر خططك المستقبلية، إذ بدأت الدائرة تضيق من ثورة شعب! بقيادتك، إلى أزمة شخص أصبح مستقبله بيد خصومه.

الضربة التاسعة : والتي هبطت بك وأحبطت مؤيديك، وأعادت للشارع بعض إنسانيته المفقودة، وذلك بعد قتل الطلاب داخل الجامعة وتقرير" نيابتك" بأن الطلاب قتلوا زميلهم، ثم إقرار قانون التظاهر مع رفض حلفائك له، وسجن الطلبة والفتيات عشرات السنين بأحكام قضائية دمرت سمعة القضاء حصنك وسندك المنيع، مما صدَّع البيت الانقلابي، وشق صف مؤيديك تمامًا، وأصبحت لا تحوطك إلا كتلتك الصلبة المتمثلة في قيادات المؤسسات الحاكمة والحزب الوطني ورجال الأعمال الفاسدين، والفئة الموسرة المستفيدة من استمرار الفساد والظلم الاجتماعي، مضافًا للإعلام الذي يرتبط مصيره بك، لتبرز -أخيرًا- باعتبارك قائد دولة "مبارك".

الضربة العاشرة :اتخذت قرار محاكمة "د. مرسي" في لحظة تشفٍّ وإحساس بالنصر، ورغم أن القرار كان مبكرًا في الوقت فإن تداعياته وآثاره تجنيها أنت ومعارضوك الآن، فلقد أصبحت الضربة التي اتخذتها بيديك موجهة إلى صدرك وأصبح الوطن كله الآن متلخصًا في شخصين:

أحدهما يمثل القتل والاعتقال وانهيار الأحوال المعيشية وضياع المروءة، ومعه على ذلك مؤيدون ينافحون ويبررون أفعاله .

والثاني :معتقل واستشهد من أجل شرعيته الآلاف لما يمثله من إرادة الشعب، ويسترد اعتباره بعد مظهره البطولي أثناء المحاكمة.

فأصبح الوضع معكوسًا، إذ أصبحت أنت سجينًا في قصرك وأصبح هو حرًا في محبسه، وركبت أعلى خيلك فهزمك بلا خيل ولا سيف.

لنكن صادقين ...أنصاره من فئة اﻷبطال المضحين... وأنصارك من فئة الجبناء المنتفعين.

إذن ...لا أمريكا ولا السعودية ولا مؤيدوك قادرون على انقاذك بينما تُغرق أنت نفسك .

هذا "تقرير حالة" وطن قفزت على سفينته لتقودها من حيث لا تملك مقومات القيادة.

سيادة الفريق :لا تخش شيئًا ...وتقدم بثبات إلى المشنقة ...فهي مجرد شكة دبوس.