أصدر الشيخ السلفي عبد الرحمن عبد الخالق بيانًا انتقد فيه مسودة الدستور، وأوضح أسباب دعوته لمقاطعة الاستفتاء على الدستور المعدل من قبل لجنة الخمسين.
وتساءل الشيخ عبد الخالق في بيانه المنشور على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك: "لماذا يجب أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب؟ لأنه صادر من فئة اختارها الذين قاموا بالانقلاب، والذين كان انقلابهم على شرعية دستورية بنتها الأمة المصرية".
وأوضح الشيخ السلفي أن الدستور المعدل من لجنة الخمسين "مخطط لسلخ الأمة المصرية من دينها وعقيدتها وإحلال العلمانية (الكفر) محل الإسلام، وتقسيم الأمة المصرية، ثم جعلوا الرئيس بما أعطوه من حقوق فرعونًا!!".
وتساءل الداعية السلفي مستنكرًا: "أليس محاربة الإرهاب هو ما يفعله اليوم قادة الانقلاب، وقبل إقرار دستورهم من قفل دور تحفيظ القرآن في الجمعيات الشرعية، وإغلاق المساجد، ومنع الدعاة والخطباء، وقتل المتظاهرين وحرقهم وتجريفهم بالجرافات, وملاحقتهم بمدافع الطائرات, أليست حرب الإرهاب التي تشن اليوم في سجن عشرات الألوف من المصريين ومصادرة أموالهم, وتعذيبهم في السجون والمعتقلات؟".
وهذا نص البيان:
"نظرات في دستور الانقلاب
بقلم: عبد الرحمن بن عبد الخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد:
فهذه عجالة من النقد والرد والبيان لما جاء في دستور الانقلاب:
لماذا يجب أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب؟
أولًا: لأنه صادرٌ من فئة اختارها الذين قاموا بالانقلاب والذين كان انقلابهم على شرعية دستورية بنتها الأمة المصرية التي كانت قد كتبت دستورها من فئة منتخبة من الشعب كله, ثم استفتيت عليه وفاز بأغلبية أصواتها, وكذلك كانت قد اختارت رئيسًا بالانتخاب الحر النزيه, وأقامت ما أقامت من مؤسسات الشورى والديمقراطية.
فجاء هذا الانقلاب لينسف هذا كله ويضع دستورًا من عند نفسه، عيَّن له خمسين عضوًا اختارهم هو، لا يمثلون شعب مصر.
ثم إن واضعي الدستور المعينين كافئوا رئيس الانقلاب، فأعطوه مادة في الدستور تجعله في منصب وزير الدفاع لفترتين رئاسيتين, وهذا لم يحدث في أي دستور في العالم أن قائد انقلاب يكافأ بالبقاء في منصب وزير الدفاع مدتين رئاسيتين.
ولذا حُقَّ أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب.
دستور الانقلاب دستور للخراب:
وأما هذا الدستور في الجملة فهو مخطط لسلخ الأمة المصرية من دينها وعقيدتها وإحلال العلمانية (الكفر) محل الإسلام، وتقسيم الأمة المصرية إلى كيانات يتميز بعضهم على بعض في الحقوق والواجبات، فقد قطعوا مصر إربًا وإقطاعيات, للعسكر إقطاعهم وللقضاة إقطاعهم.
ثم جعلوا الرئيس بما أعطوه من حقوق فرعونًا.
اقتطع واضعو الدستور كُلٌّ حصة لنفسه, وقالوا للشعب الذي تركوه في العراء: لك الكرامة وعليك الضرائب؟!.
الدستور بدأ بالكفر وانتهى بالإجرام:
بدأ هذا الدستور بالكفر وتزييف تاريخ الأمة المصرية, وانتهى بشن الحرب على الإسلام والذي سماه بالإرهاب!!.
أليس محاربة الإرهاب هو ما يفعله اليوم قادة الانقلاب وقبل إقرار دستورهم من قفل دور تحفيظ القرآن في الجمعيات الشرعية، وإغلاق المساجد، ومنع الدعاة والخطباء، وقتل المتظاهرين وحرقهم وتجريفهم بالجرافات, وملاحقتهم بمدافع الطائرات؟
أليست حرب الإرهاب التي تشن اليوم في سجن عشرات الألوف من المصريين ومصادرة أموالهم, وتعذيبهم في السجون والمعتقلات؟!.
ها هم قادة الانقلاب يا أيها العراب الداعي إلى القول للدستور بنعم, يطبقون ما في دستورهم؟!
وإذا كان عندكم تفسير لهذه المادة فأفتونا وجزاكم الله خيرًا.
كيف كانت ديباجة دستور الانقلاب كفرًا؟
أما عن ديباجة الدستور كفرًا فقد نصت قائلة:
وهذا يعني أن أجدادنا القدماء الفراعنة المصريين كانوا على الهدى والنور, وأنهم عرفوا الدين الحق قبل أن يعرفه أنبياء الله ورسله؟! وهنا أسأل العراب الكذاب أولًا: ما حكم من شهد لفرعون بالإيمان والهداية، وأنه عرف الدين قبل أن يعرفه أنبياء الله ورسله.
ما حكم من شهد لهؤلاء بالإيمان وأنهم قدوة؟ والله يقول عن فرعون وقومه: (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)، وقال عنهم: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ)، فما حكم من أشاد بقوم فرعون ودينه واتخذهم قدوة وأسوة وكتب في الدستور, وهو أبو القوانين والذي سيكون بأيدي القضاة والمعلمين والمربين ومرجعًا للأمة المصرية بكاملها؟!.
وأعيد السؤال نفس السؤال لعراب الانقلاب والمشارك في خارطة الطريق المظلم، والذي كان يفتخر الناطق باسمه في كل موضع أنهم هم من وضعوا وشاركوا في خارطة الطريق. هل من يعتقد بإيمان فرعون وأنه كان على الرشد والدين القويم يكون مؤمنًا؟ وهل من صدق على دستور تضمن هذا القول يكون مسلمًا؟!.
نسأل شيخ الدعوة السلفية والمؤلف في العقيدة (تمام المنة) هل من اعتقد ما جاء دستوركم به يكون مسلمًا أو كافرًا؟؟
ما الذي نفخر به من تراث أجدادنا المصريين؟
ثم ما الذي تفتخر به من تراث أجدادنا المصريين؟ أليس الهرم هو أعظم هذه الآثار؟ وما الهرم إلا مجرد قبر للملك والملكة. استُعبد فيه المصريون بالسخرة أكثر من عشرين عامًا يقطعون الأحجار من جبال الأقصر وينقلونها عبر نهر النيل إلى هضبة الأهرام, نعم قد بنوا بناءً معجزًا لا يُعلم لليوم كيف بنوه؟! ولكن ألم يمت بضعة ملايين من المصريين تحت السخرة لبناء هذا القبر؟! وليت الملك خوفو وزوجته بقيا في الغرفة المبنية في داخله؟! ليعودا للحياة ملكين كما كانا في الدنيا، بل إن حرافيش المصريين ولصوصها وصلوا إلى أنفاقه السرية وسرقوا ما هناك.
إن الهرم رمز لما كان فيه آباؤنا المصريون القدماء من جهل وعمى وظلم وقهر، فملك ظالم يسخر شعبًا كاملًا ليبنوا له قبرًا؟! فأي مفخرة في ذلك توضع في الدستور؟ وتدرس للأبناء؟! شعب يستذل, وفراعنة جبابرة وأبنية عبثية (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
هل جمال عبد الناصر كان رمزًا من رموز الأمة المصرية فيشاد به في الدستور؟ ثم نأتي إلى كذب وتزوير تاريخ الأمة المصرية, فلا تُذكر صفحة واحدة من صفحات مجد هذه الأمة المباركة، وأنها حمت أمة الإسلام من أكبر خطرين يهددانها؛ وهو الخطر المغولي والخطر الصليبي، وكانت مصر ومصر وحدها من أقاليم العالم الإسلامي من تصدى لذلك بالفاتحين العظام والمجاهدين الكبار قطز، وبيبرس, وصلاح الدين.
ولكن كاتبو دستور الانقلاب أتوا برموز هزيلة للأمة وببعض مفسديها، فجعلوهم أئمة وقادة للمصريين وأمثلة يحتذى بها ويفخر بها المصريون في تاريخهم، فمن ذلك قول ديباجة الدستور عن جمال عبد الناصر.
وجمال عبد الناصر هو أكبر من دمر الأمة المصرية وأذلها, فهو الذي كان ضمن انقلاب خيانة أطاح بملكية دستورية في دستورها كل الحريات للشعب المصري, وعبد الناصر غدر بكل من قاموا معه بالانقلاب, كانت أول خيانة لأفضلهم محمد نجيب رحمه الله, ثم كر على من معه واحدًا واحدًا, ولم يبق في النهاية معه إلا الرئيس السادات الذي كان من شأنه ما حدثني به أحد الذين كانوا في أول اجتماع جمع قادة الإخوان المسلمين وأعضاء قيادة الثورة جميعًا؛ يقول محدثي: كان مجلسي بجوار السادات الذي مال على أذني قائلًا: شفت دَهو (أي هل رأيت هذا) فقلت له: (مين دَهو) قال: جمال عبد الناصر.. إنه سيأكل هؤلاء جميعًا، ولن يستطيع أن يأكلني. فقلت له: كيف؟! قال: (سألبد له تحت أسنانه)، فلا يراني ولا يعضني!!.
وقد كان, فقد ظل السادات رحمه الله (لابدًا) طيلة حكم عبد الناصر حتى لم يبق إلا هو بعد أن تخلص عبد الناصر من زملاء انقلابه جميعًا، ثم كان السادات هو نائب الرئيس, وقد آل إليه الأمر بعد أن مات عبد الناصر مسمومًا, وفي بضع عشرة سنة حكمها عبد الناصر دمر اقتصاد مصر إلى الحضيض، فبعد أن كانت الخزينة البريطانية مدانة للخزينة المصرية بأكثر من خمسين مليونًا، وكان رصيد مصر من الذهب بمئات الملايين؛ إذ بعبد الناصر يدمر هذا كله، ويفرض ما أسماه بالاشتراكية العلمية، فيستولي على الأراضي الزراعية ممن يستطيع أن يزرعها ويوزعها على من يجعلها بورًا, ويأخذ المصانع المصرية والتي كان يضرب المثل بها فيقال: (صنع في مصر) ويوزعها على ضباط الجيش ويسمي ما فعله من هذا التخريب والمصادرة تأميمًا أي جعلها للأمة فيدمر بذلك صناعة مصر.
ثم يدخل في حروب إجرامية؛ فيدمر الجيش المصري على جبال اليمن ووديانها، فيقتل من جنود مصر عشرات الألوف، ثم لما كان اليمنيون يقطعون أنوف الجنود والضباط المصريين وآذانهم ثم يرسلونهم, أمر عبد الناصر بإغراق البواخر الراجعة بهؤلاء الأسرى الذين مثل بهم، وللأسف أن كل هذه الجرائم لم يحاكم عليها المجرمون إلى اليوم؟!
عبد الناصر الذي بدأ حربًا لتحرير الشعوب قد دمر الخزانة المصرية في مؤامرات من إفريقيا إلى الهند إلى باكستان، إلى التآمر على الحكم في السعودية ومحاولة إسقاطه بكل سبيل.
عبد الناصر الكذاب الذي كان يقف خطيبًا أمام المصريين ويقول: صنعنا صورايخ الظافر والقاهر, ويضع صواريخ من خشب (الأبلكاش) والكرتون، ويجوب بها في شوارع القاهرة في عروضه العسكرية هذا القاهر, وهذا الظافر.
عبد الناصر الذي دخل في حروب مع اليهود يعلم كل ذي بصيرة كذبه فيها حروب ليدمر الجيش المصري، كان آخرها هزيمة لم يعرف العالم مثلها فيما يسمى بحرب الأيام الست, والتي انتهت بتدمير الجيش المصري تدميرًا كاملًا، وبضياع سيناء كلها، وهي ثلث أرض مصر ودرعها، ووصل اليهود سيناء كلها ومناطق العريش ورفح، ووصل اليهود إلى شاطئ قناة السويس، وهُجر أبناء مدن القناة بورسعيد والسويس والإسماعيلية ليصبحوا لاجئين في شوارع مدن مصر وقراها؟!
عبد الناصر هذا جعله دستور الانقلاب بطلًا قوميًّا ورمزًا للأمة المصرية يعلم للأجيال ويفخر به شعبها؟!.
كان المصريون قبل عبد الناصر لا يهاجرون لخارج مصر من أجل العيش والعمل في أعمال وضيعة, كانوا لا يخرجون إلا أساتذة جامعات أو معلمين أو أطباء... الخ, ولكن في عهد عبد الناصر المجيد خرج حتى النساء للعمل خادمات.
يحدثني الدكتور عيسى عبده رحمه الله - أعظم أساتذة الاقتصاد المعاصرين - أن عبد المنعم القيسوني أو غيره قال لعبد الناصر: (يا ريس بناتنا يخرجون للعمل خادمات في البلاد الأخرى ويتعرضن لما يتعرضن له)، فكان رد القائد الشهم عليه: (خليهم يأكلوا عيش).
هذا بعض ما جاء في ديباجة دستور الانقلاب.
ومرة ثانية نقول للعرَّاب: افتنا فيمن جعل عبد الناصر رمزًا وفخرًا للمصريين؟!".
وتساءل الشيخ عبد الخالق في بيانه المنشور على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك: "لماذا يجب أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب؟ لأنه صادر من فئة اختارها الذين قاموا بالانقلاب، والذين كان انقلابهم على شرعية دستورية بنتها الأمة المصرية".
وأوضح الشيخ السلفي أن الدستور المعدل من لجنة الخمسين "مخطط لسلخ الأمة المصرية من دينها وعقيدتها وإحلال العلمانية (الكفر) محل الإسلام، وتقسيم الأمة المصرية، ثم جعلوا الرئيس بما أعطوه من حقوق فرعونًا!!".
وتساءل الداعية السلفي مستنكرًا: "أليس محاربة الإرهاب هو ما يفعله اليوم قادة الانقلاب، وقبل إقرار دستورهم من قفل دور تحفيظ القرآن في الجمعيات الشرعية، وإغلاق المساجد، ومنع الدعاة والخطباء، وقتل المتظاهرين وحرقهم وتجريفهم بالجرافات, وملاحقتهم بمدافع الطائرات, أليست حرب الإرهاب التي تشن اليوم في سجن عشرات الألوف من المصريين ومصادرة أموالهم, وتعذيبهم في السجون والمعتقلات؟".
وهذا نص البيان:
"نظرات في دستور الانقلاب
بقلم: عبد الرحمن بن عبد الخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد:
فهذه عجالة من النقد والرد والبيان لما جاء في دستور الانقلاب:
لماذا يجب أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب؟
أولًا: لأنه صادرٌ من فئة اختارها الذين قاموا بالانقلاب والذين كان انقلابهم على شرعية دستورية بنتها الأمة المصرية التي كانت قد كتبت دستورها من فئة منتخبة من الشعب كله, ثم استفتيت عليه وفاز بأغلبية أصواتها, وكذلك كانت قد اختارت رئيسًا بالانتخاب الحر النزيه, وأقامت ما أقامت من مؤسسات الشورى والديمقراطية.
فجاء هذا الانقلاب لينسف هذا كله ويضع دستورًا من عند نفسه، عيَّن له خمسين عضوًا اختارهم هو، لا يمثلون شعب مصر.
ثم إن واضعي الدستور المعينين كافئوا رئيس الانقلاب، فأعطوه مادة في الدستور تجعله في منصب وزير الدفاع لفترتين رئاسيتين, وهذا لم يحدث في أي دستور في العالم أن قائد انقلاب يكافأ بالبقاء في منصب وزير الدفاع مدتين رئاسيتين.
ولذا حُقَّ أن يسمى هذا الدستور بدستور الانقلاب.
دستور الانقلاب دستور للخراب:
وأما هذا الدستور في الجملة فهو مخطط لسلخ الأمة المصرية من دينها وعقيدتها وإحلال العلمانية (الكفر) محل الإسلام، وتقسيم الأمة المصرية إلى كيانات يتميز بعضهم على بعض في الحقوق والواجبات، فقد قطعوا مصر إربًا وإقطاعيات, للعسكر إقطاعهم وللقضاة إقطاعهم.
ثم جعلوا الرئيس بما أعطوه من حقوق فرعونًا.
اقتطع واضعو الدستور كُلٌّ حصة لنفسه, وقالوا للشعب الذي تركوه في العراء: لك الكرامة وعليك الضرائب؟!.
الدستور بدأ بالكفر وانتهى بالإجرام:
بدأ هذا الدستور بالكفر وتزييف تاريخ الأمة المصرية, وانتهى بشن الحرب على الإسلام والذي سماه بالإرهاب!!.
أليس محاربة الإرهاب هو ما يفعله اليوم قادة الانقلاب وقبل إقرار دستورهم من قفل دور تحفيظ القرآن في الجمعيات الشرعية، وإغلاق المساجد، ومنع الدعاة والخطباء، وقتل المتظاهرين وحرقهم وتجريفهم بالجرافات, وملاحقتهم بمدافع الطائرات؟
أليست حرب الإرهاب التي تشن اليوم في سجن عشرات الألوف من المصريين ومصادرة أموالهم, وتعذيبهم في السجون والمعتقلات؟!.
ها هم قادة الانقلاب يا أيها العراب الداعي إلى القول للدستور بنعم, يطبقون ما في دستورهم؟!
وإذا كان عندكم تفسير لهذه المادة فأفتونا وجزاكم الله خيرًا.
كيف كانت ديباجة دستور الانقلاب كفرًا؟
أما عن ديباجة الدستور كفرًا فقد نصت قائلة:
وهذا يعني أن أجدادنا القدماء الفراعنة المصريين كانوا على الهدى والنور, وأنهم عرفوا الدين الحق قبل أن يعرفه أنبياء الله ورسله؟! وهنا أسأل العراب الكذاب أولًا: ما حكم من شهد لفرعون بالإيمان والهداية، وأنه عرف الدين قبل أن يعرفه أنبياء الله ورسله.
ما حكم من شهد لهؤلاء بالإيمان وأنهم قدوة؟ والله يقول عن فرعون وقومه: (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)، وقال عنهم: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ)، فما حكم من أشاد بقوم فرعون ودينه واتخذهم قدوة وأسوة وكتب في الدستور, وهو أبو القوانين والذي سيكون بأيدي القضاة والمعلمين والمربين ومرجعًا للأمة المصرية بكاملها؟!.
وأعيد السؤال نفس السؤال لعراب الانقلاب والمشارك في خارطة الطريق المظلم، والذي كان يفتخر الناطق باسمه في كل موضع أنهم هم من وضعوا وشاركوا في خارطة الطريق. هل من يعتقد بإيمان فرعون وأنه كان على الرشد والدين القويم يكون مؤمنًا؟ وهل من صدق على دستور تضمن هذا القول يكون مسلمًا؟!.
نسأل شيخ الدعوة السلفية والمؤلف في العقيدة (تمام المنة) هل من اعتقد ما جاء دستوركم به يكون مسلمًا أو كافرًا؟؟
ما الذي نفخر به من تراث أجدادنا المصريين؟
ثم ما الذي تفتخر به من تراث أجدادنا المصريين؟ أليس الهرم هو أعظم هذه الآثار؟ وما الهرم إلا مجرد قبر للملك والملكة. استُعبد فيه المصريون بالسخرة أكثر من عشرين عامًا يقطعون الأحجار من جبال الأقصر وينقلونها عبر نهر النيل إلى هضبة الأهرام, نعم قد بنوا بناءً معجزًا لا يُعلم لليوم كيف بنوه؟! ولكن ألم يمت بضعة ملايين من المصريين تحت السخرة لبناء هذا القبر؟! وليت الملك خوفو وزوجته بقيا في الغرفة المبنية في داخله؟! ليعودا للحياة ملكين كما كانا في الدنيا، بل إن حرافيش المصريين ولصوصها وصلوا إلى أنفاقه السرية وسرقوا ما هناك.
إن الهرم رمز لما كان فيه آباؤنا المصريون القدماء من جهل وعمى وظلم وقهر، فملك ظالم يسخر شعبًا كاملًا ليبنوا له قبرًا؟! فأي مفخرة في ذلك توضع في الدستور؟ وتدرس للأبناء؟! شعب يستذل, وفراعنة جبابرة وأبنية عبثية (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
هل جمال عبد الناصر كان رمزًا من رموز الأمة المصرية فيشاد به في الدستور؟ ثم نأتي إلى كذب وتزوير تاريخ الأمة المصرية, فلا تُذكر صفحة واحدة من صفحات مجد هذه الأمة المباركة، وأنها حمت أمة الإسلام من أكبر خطرين يهددانها؛ وهو الخطر المغولي والخطر الصليبي، وكانت مصر ومصر وحدها من أقاليم العالم الإسلامي من تصدى لذلك بالفاتحين العظام والمجاهدين الكبار قطز، وبيبرس, وصلاح الدين.
ولكن كاتبو دستور الانقلاب أتوا برموز هزيلة للأمة وببعض مفسديها، فجعلوهم أئمة وقادة للمصريين وأمثلة يحتذى بها ويفخر بها المصريون في تاريخهم، فمن ذلك قول ديباجة الدستور عن جمال عبد الناصر.
وجمال عبد الناصر هو أكبر من دمر الأمة المصرية وأذلها, فهو الذي كان ضمن انقلاب خيانة أطاح بملكية دستورية في دستورها كل الحريات للشعب المصري, وعبد الناصر غدر بكل من قاموا معه بالانقلاب, كانت أول خيانة لأفضلهم محمد نجيب رحمه الله, ثم كر على من معه واحدًا واحدًا, ولم يبق في النهاية معه إلا الرئيس السادات الذي كان من شأنه ما حدثني به أحد الذين كانوا في أول اجتماع جمع قادة الإخوان المسلمين وأعضاء قيادة الثورة جميعًا؛ يقول محدثي: كان مجلسي بجوار السادات الذي مال على أذني قائلًا: شفت دَهو (أي هل رأيت هذا) فقلت له: (مين دَهو) قال: جمال عبد الناصر.. إنه سيأكل هؤلاء جميعًا، ولن يستطيع أن يأكلني. فقلت له: كيف؟! قال: (سألبد له تحت أسنانه)، فلا يراني ولا يعضني!!.
وقد كان, فقد ظل السادات رحمه الله (لابدًا) طيلة حكم عبد الناصر حتى لم يبق إلا هو بعد أن تخلص عبد الناصر من زملاء انقلابه جميعًا، ثم كان السادات هو نائب الرئيس, وقد آل إليه الأمر بعد أن مات عبد الناصر مسمومًا, وفي بضع عشرة سنة حكمها عبد الناصر دمر اقتصاد مصر إلى الحضيض، فبعد أن كانت الخزينة البريطانية مدانة للخزينة المصرية بأكثر من خمسين مليونًا، وكان رصيد مصر من الذهب بمئات الملايين؛ إذ بعبد الناصر يدمر هذا كله، ويفرض ما أسماه بالاشتراكية العلمية، فيستولي على الأراضي الزراعية ممن يستطيع أن يزرعها ويوزعها على من يجعلها بورًا, ويأخذ المصانع المصرية والتي كان يضرب المثل بها فيقال: (صنع في مصر) ويوزعها على ضباط الجيش ويسمي ما فعله من هذا التخريب والمصادرة تأميمًا أي جعلها للأمة فيدمر بذلك صناعة مصر.
ثم يدخل في حروب إجرامية؛ فيدمر الجيش المصري على جبال اليمن ووديانها، فيقتل من جنود مصر عشرات الألوف، ثم لما كان اليمنيون يقطعون أنوف الجنود والضباط المصريين وآذانهم ثم يرسلونهم, أمر عبد الناصر بإغراق البواخر الراجعة بهؤلاء الأسرى الذين مثل بهم، وللأسف أن كل هذه الجرائم لم يحاكم عليها المجرمون إلى اليوم؟!
عبد الناصر الذي بدأ حربًا لتحرير الشعوب قد دمر الخزانة المصرية في مؤامرات من إفريقيا إلى الهند إلى باكستان، إلى التآمر على الحكم في السعودية ومحاولة إسقاطه بكل سبيل.
عبد الناصر الكذاب الذي كان يقف خطيبًا أمام المصريين ويقول: صنعنا صورايخ الظافر والقاهر, ويضع صواريخ من خشب (الأبلكاش) والكرتون، ويجوب بها في شوارع القاهرة في عروضه العسكرية هذا القاهر, وهذا الظافر.
عبد الناصر الذي دخل في حروب مع اليهود يعلم كل ذي بصيرة كذبه فيها حروب ليدمر الجيش المصري، كان آخرها هزيمة لم يعرف العالم مثلها فيما يسمى بحرب الأيام الست, والتي انتهت بتدمير الجيش المصري تدميرًا كاملًا، وبضياع سيناء كلها، وهي ثلث أرض مصر ودرعها، ووصل اليهود سيناء كلها ومناطق العريش ورفح، ووصل اليهود إلى شاطئ قناة السويس، وهُجر أبناء مدن القناة بورسعيد والسويس والإسماعيلية ليصبحوا لاجئين في شوارع مدن مصر وقراها؟!
عبد الناصر هذا جعله دستور الانقلاب بطلًا قوميًّا ورمزًا للأمة المصرية يعلم للأجيال ويفخر به شعبها؟!.
كان المصريون قبل عبد الناصر لا يهاجرون لخارج مصر من أجل العيش والعمل في أعمال وضيعة, كانوا لا يخرجون إلا أساتذة جامعات أو معلمين أو أطباء... الخ, ولكن في عهد عبد الناصر المجيد خرج حتى النساء للعمل خادمات.
يحدثني الدكتور عيسى عبده رحمه الله - أعظم أساتذة الاقتصاد المعاصرين - أن عبد المنعم القيسوني أو غيره قال لعبد الناصر: (يا ريس بناتنا يخرجون للعمل خادمات في البلاد الأخرى ويتعرضن لما يتعرضن له)، فكان رد القائد الشهم عليه: (خليهم يأكلوا عيش).
هذا بعض ما جاء في ديباجة دستور الانقلاب.
ومرة ثانية نقول للعرَّاب: افتنا فيمن جعل عبد الناصر رمزًا وفخرًا للمصريين؟!".