أهم الأخبار : :

طبيب أسماء البلتاجي: "الداخلية" قتلتها 3 مرات اقرأ التفاصيل

Unknown الأحد، 1 ديسمبر 2013 | 4:53 م

سيظل أطباء المستشفى الميدانى بـ"رابعة العدوية" الذين نجوا من مجزرة فض الاعتصام فى 14 أغسطس الماضي، شهود عيان على هول التدمير والحرق الذى لحق بالمعتصمين، وأسرار الجريمة التى ارتكبتها قوات الأمن بحق الجرحى فى المستشفى الميدانى الذى طالته يد الحرق والتدمير.
الكثير من كواليس هذا اليوم سردها لنا د. أحمد فهمي، الطبيب الشاب المتطوع بالميدان الذى حاول إنقاذ أسماء البلتاجى ابنة القيادى الإخوانى محمد البلتاجي، حيث أكد خلال حواره لـ"مصر العربية"، أن قوات الفض قتلت أسماء 3 مرات رغم أن حالتها كان يسهل علاجها، حيث إنها ظلت تنزف لمدة ساعتين بعد قصف بنك الدم ومنع وصول الإسعاف لكل المصابين وليس لـ"أسماء" فقط.

فى الأوقات الأخيرة قبل الاستشهاد، ساعات رعب مرت على أطباء المستشفى الميدانى ليس على أنفسهم بقدر ما كان خوفا على حياة المصابين، كلها تفاصيل تأتى على لسان الطبيب الذى لا يتخطى من العمر 25 عاماً يسترجعها  خلال حواره فى السطور القليلة القادمة.


ما الذى دفعك فى البداية لنزول ميدان رابعة العدوية؟

أنا شاركت فى الانتخابات لكننى فوجئت كغيرى الكثير من المصريين بأن شخصا جاء لمجرد أن الرئيس مرسى وثق به خطأ تغاضى عن أصواتنا وكأنها لا تعنى له شيئاً، فى البداية جيعمنا نزلنا كمشاركة وبعدما طالت مدة الاعتصام، كان الجزء الطبى أمرا ضروريا لا غنى عنه حتى إن لم يكن هناك مجازر، ومع إقامة المستشفى ذهبت لأعمل معهم بالمستشفى، وهو ما حدث أيضاً فى ثورة 25 يناير كنت طبيباً ميدانياً بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير، فهو واجب على أى طبيب، وكتا وقتها مازلت طالباً وكان معى د. محمد زناتى المأسور الآن فى سجون الانقلاب، وحين رآيته أيضاً بالمستشفى الميدانى برابعة انضممت معهم.


ما أبرز الصعوبات التى واجتهكم فى البداية؟

الوضع لم يكن سلساً أو صعباً فى ذات الوقت، حيث أبدى كثير من الأطباء المتواجدين فى الميدان رغبتهم للتطوع فى المستشفى الميدانى، لدرجة أننا فى كثير من الأحيان كانت الأعداد أكبر من المطلوب، حتى جاءت أول مجزرة وهى الحرس الجمهورى وتساقط الكثير من المعتصمين ما بين شهيد ومصاب، وهو ما جعلنى انضم إلى العمل معهم فى الطوارئ لإنقاذ الجرحى، حيث هزنى مشهد الدماء التى كانت تسيل، من بعد تلك المجزرة بدأت المستشفى تأخذ شكلها التنظيمى والإدارى،، حيث تم تقسيمنا إلى نبطشيات، فإذا كانت المجموعة الواحد عبارة عن 6 أطباء يتم تقسيمنا إلى 3 مجموعات كل واحدة تعمل 8 ساعات، فهناك تخصصات يجب أن تعمل على مدار الـ 24 ساعة، وكان الاستشاريون يتواجدون من بعد الإفطار حتى بعد صلاة التهجد، وفى الطوارئ كان هناك خطة عمل موضوعة، فبمجرد أن نعرف بوجود طوارئ كل منا كان يعلم مكانه وموضعه فى المستشفى فى ثوان يكون كل منا تحرك لها، عملت فى فرق عمل كثيرة وبالمستشفى الميدانى بالتحرير، ولكن فريق العمل فى مستشفى رابعة الميدانى من الصعب أن يتكرر، حيث كان يجمعنا نوع من التفاهم والود وتوحد الهدف حتى إن اختلفنا فى بعض الأمور نتيجة ضغط العمل.


ألم تفكر فى مغادرة الميدان حينما علمت أنه سيتم فضه؟

خلال الأيام القليلة الأخيرة كن نسمع يومياً أن الأمن قادم ليفض ولا نجد شيئاً يحدث، لدرجة أنني شخصياً لم أبال بما تردد فى اليوم الأخير بأن قوات الأمن على مشارف الميدان وعملية الفض قد بدأت، توقعت حينها أنها مجزرة أكبر قليلاً من المجازر السابقة ولم أتخيل أن الأمر سيصل بهم إلى فض الميدان تماماً، لدرجة أننى أخبرت زملائى بعد قصف المستشفى من الخارج وتحطيم أجزاء بها، أننا سنعيد ترتيب الوضع والمكان بعد مغادرة قوات الأمن للميدان.

كيف كان الوضع بالمستشفى فى الدقائق الأولى من الفض؟

امتلأت عن آخرها بجثث الشهداء، وكان هناك اتفاق مسبق أنه ستأتى لحظة سيصدر أمر من مسئول المستشفى بإخلاء المكان تماماً ومغادرته، وأن تترك به أى شىء يظهر لمن يقابلك في الخارج أنك كنت معتصما وهو ما حدث فى الساعة العاشرة والنصف.

كم كان يبلغ عدد الأطباء يوم الفض؟
                             
يصعب على تقدير العدد فكل الأطباء فى الميدان فى هذا اليوم جاؤوا لمساعدتنا فى المستشفى الميدانى، ففى الأوقات العادية كان عددنا نحو 15 طبيب جراحة و15 طبيب عظام و2 جراحي مخ وأعصاب بخلاف الطوارئ لم يكن عدد المتطوعين من الشباب أقل من 20 طبيبا.

احك لنا ماذا كنتم تفعلون قبل الفض مباشرة؟

صلينا الصبح ورددنا الأذكار وكانت نوبتجيتى فى الاستقبال حتى الثامنة صباحاً، فجلست مع الأحباب فى باحة المشفى وكان الحديث عن حالة الطوارئ شبه الدائمة، وكانت الجلسه هادئة ومحببة للنفس.

 تواردت الأخبار فى الساعة الخامسة والنصف أن المدرعات تحاصر المكان فقلنا لبعضنا البعض إنه تهديد ولن يصل الأمر إلى الضرب بالمدرعات، ولم نلق بالاً لما يحدث وللأخبار الواردة فقد اعتدنا عليها، إلا أنه حينما زاد تدفق الأخبار وتم تأكيد نية الفض تحولت دفة الحديث عن ذلك قليلاً وذلك بعد السادسه صباحا بعد السادسه بدأ القلق يزداد شيئا فشيئا، وفى السادسة والنصف أعلنت حالة الطوارئ، وتهيأنا لاستقبال الحالات والكثير استغل الوقت لصلاة الضحى وأعطى منسق المستشفى التعليمات واضحة عن تنظيم العمل. 

متى استقبلتم أول إصابة للمستشفى الميدانى؟

فى السابعة تماما دخلت الإصابة الأولى إلى المستشفى وكانت طلق نارى فى الصدر يلفظ أنفاسه الأخيرة.

والإصابة الثانية طلق نارى فى الرأس حيث تدلى جزء من المخ إلى خارج الرأس، وهنا سمعنا الطبيب المسئول يقول بصوت مرتفع "إسعااااف"، أما الإصابة الثالثة المخ بكامله فى يد أحد من يحملون المريض هذا شهيد ارتقى.

كيف كان شعورك وقتها؟
كان أول ثلاث مشاهد صادمة لنا، خاصة أننا لم نعتد هذه البدايات ، ولكن لم يكن هناك وقت للصدمة كما أننا كأطباء لم نحاول النظر فى أعين المرضى ، حتى نستطيع استكمال عمالنا فهنا لا مجال للتعاطف والمشاعر كل التركز كان فى محاولة إنقاذ الأحياء من المصابين.

ماذا حدث بعد ذلك؟

توالت الإصابات علينا بشكل مسعور أغلبها إصابات فى الرأس والصدر، انقطعت الكهرباء وبدأ العمل بالمولد الاحتياطي، إصابات الأطراف كنا نعتبرها حالات عادية حروق الدرجة الثانية بسيطة، الموازين هنا مختلفة نحن فى مذبحة حقيقة.

متى بدأ الهجوم على المستشفى؟
 الساعة العاشرة تقريباً بدأ إطلاق الرصاص على المستشفى وأصيب بعض الأطباء وتلقينا أمراً بالإخلاء وكان نص الأمر "اترك ما فى يديك اترك كل ما يدل على أنك طبيب فى المستشفى الميداني"، والأمر بالانسحاب من المستشفى فورا لم يعترض أحد شفاهة ولكن الكثير لم ينفذوا أمر الإخلاء، مكثوا لإسعاف المرضى، ولكنى كنت أحد من نفذوا الإخلاء، كنت أعتقد أننا سنكمل العمل فى مكان آخر، خرجنا إلى الممر المؤدى للمركز الإعلامى في زحام شديد جدا وضرب الرصاص قريب للغاية قنابل الغاز تكاد تفقدنا القدرة على السير، دخلنا المركز الإعلامي، الذى اكتظ عن آخره بدماء وشهداء وكثيرون يسعون للإنقاذ، وقتها رأيت أخى عبدالرحمن الديب الذى لم ألقه قبلاً يشع النور من وجهه بعدما ارتقى شهيداً، خرجنا من الباب الأمامى للمركز المواجه لمسجد رابعة، وهنا توقفت مع أصدقائى أحمد سمير وعمر الحوت قلنا لبعضنا البعض "أنَفر من المعركة أنكون ممن يولون الدبر أنترك إخواننا يقتلون"، أخذنا قرار العودة وكان صعبا الغاز يعمينا والرصاص صوته مرعب.

ماذا رأيتم فى طريق العودة؟

 فى طريق العودة رأينا العجب الحجارة فى مواجهة المدفع والطائرة، الحجارة ترعبهم، فالوضع ذكرنى بما يحدق فى فلسطين، الأبطال بالحجارة ارجعوا جيش الاحتلال حتى طيبة مول، عدنا إلى المستشفى الميدانى وجدناها تعمل كما كانت مع تغيير بعض الأفراد، بدأنا العمل معهم مع مرارة فى الحلق أننا نفذنا أمر الإخلاء فى البداية وجدت أحد المصابين وقد أصيب برصاص فى الشريان الفخذى النزيف هائل والمصاب غير واع لما حوله فقط يتنفس وشاحب جداً، تعاملت مع المصاب واستدعيت جراح أوعيه وتم وقف النزيف واستقرت الحالة.

كنت أنت طبيب أسماء البلتاجى يوم الفض فكيف جاءت لك؟
بعد عودتنا للمركز الطبى وإسعاف المريض الذى سبق أن ذكرته وقتها دخلت فتاة مصابة برصاص فى الصدر حاولنا تقديم العون تم تركيب أنبوبة صدرية لسحب الدم النازف وتم إعطاؤها الكثير جداً من المحاليل وبعثنا نطلب كيس دم من بقايا بنك الدم التابع للمستشفى التى تم قصفه هو الآخر، بدأت تستعيد الوعى وتتألم ولكن ابتسامتها كانت هادئة، ومنع دخول الإسعاف عن كافة المصابين ومن بينهم أسماء، لما وجدت أنس البلتاجى وأخاه الأصغر مع الفتاة، بعد قليل سألت أحد الشباب من فريق المستشفى (مين دي؟)، فأخبرنى بأنها أسماء البلتاجي، وعندما تأخر كيس الدم اقترح شقيقها أنس أن ينقل الدم منه إليها مباشرة، وظلت أسماء تنزف لساعتين حتى ارتقت إلى ربها.

هل كانت حالتها من الصعب إنقاذها؟

 على العكس أشهد أن حالة أسماء البلتاجى كانت من بين الحالات التى كان يسهل إنقاذها، ولكت الداخلية قتلتها 3 مرات الأولى حين صوبت رصاصة فى صدرها، والثانية حينما قصفت بنك الدم وكنا وقتها فى أمس الحاجة له، أما الثالثة، حين منعت الإسعاف من الوصول للمصابين.

 هل قالت لك شيئاً باعتبارك أنت كنت الأقرب لها لحظة استشهادها؟

لا؛ ولكنى رأيتها تتمتم بكلمات "يارب.. يا الله"، أقسم أن اليهود أرحم من هؤلاء، الإسعاف ممنوع من نقل الحالات لساعات طويلة، الأطباء يعملون باستماتة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، النساء منهن من تبكى ومنهن من تفوقنا ثباتاً وتقوم بتثبيتنا.


ماذا حدث بعد ذلك؟

 جاء القرار بنقل كل الحالات إلى مركز رابعة الطبى بدأنا فى نقل الحالات، وأمرنا بالذهاب إلى هناك لعلاج المصابين، وأنا متجه إلى هناك جاءنى اتصال متلهف ليطمئن علىّ وعلى زملائى، وأخبرنى المتصل أن حبيبة أحمد عبد العزيز، الصحفية، قد ارتقت شهيدة، هزنى الخبر من أعماقي، لم ألتق بحبيبة إلا مرتين، إحداهما كانت تحية يوم العيد والأخرى كانت فى المستشفى الميدانى فى آخر أيام رمضان بعد الفجر، وكانت مريضة وتتألم ولكنها كانت مع هذا تبتسم. 

ماذا كان وضع المركز الطبى أثناء وصولك إليه؟

 عندما وصلت فوجئت بالمأساه ستة أدوار مليئة بالأطباء والمصابين والشهداء كل من ليس موجوداً فى المستشفى الميدانى هو بالفعل فى مركز رابعة المنسقين جميعاً الأطباء والتمريض لم يفكر أحد فى الهرب، كانت مهمتى تصنيف الحالات) إصابات العين فى الطابق الأول-  إصابات الرصاص فى الصدر والرأس فى الطابق الخامس - إصابات العظام الشديده فى السادس -إصابات الرصاص الحى الخطيرة فى البطن أو الأطراف فى الطابقين الثانى والرابع، فلا مكان هنا لإصابات الخرطوش والغاز والكسور التى لا تعجز الحركة هذه نعمة تحسد عليها اليوم، تدفق الحالات غير معقول الغريب أن من ينقلون المصابين كانوا يعودون مباشرة إلى خط النار ثبات وصمود لم أرهما من قبل، صعودك على درجات المركز صعبة للغاية إذا كنت بمفردك ولكن الأبطال صعدوا حاملين إخوانهم، هذا صمود أسطورى بالنسبة لقصص الخيال، الجميع يصر أننا لن ننفض ما نفكر فيه هو كيف ننظم ما أفسده المجرمون فى الميدان كيف سيكون سقوط هذا العميل المجرم.

ما هى أبرز العبارات التى كانت تتردد داخل المستشفى الميدانى؟

أتذكر أن العبارة الأشهر كانت صوت أحدهم قول كل ثانيتين: "طريق طريق إصابة"، منادياً لفتح الطريق ليمر المصاب إلى المستشفي، الجميع هنا إخوانك الذين تعرفهم بسيماهم ، احدهم كان أستاذى الفاضل حسن عبد المنعم وجدته محمولاً ورأسه كلها ملفوفة برباط شاش، ادخلته إلى الطابق الأول وكانت إصابته فى العين 

دخلت لاسلم واهون عليه فوجدته يبكي؛ ويقول "كنا نتمنى الشهادة فجاءت الاصابة اللهم تقبل اللهم تقبل".

هل يوجد لحظة خلال إسعاف المصابين فكرت فى أمر ما؟

قررت أن أذهب لأتوضأ وأصلى الظهر والعصر حاولت المرور بصعوبة، أطلقوا الغاز علينا بشدة وصلت إلى المستشفى الميدانى وتوضأت، وبدأ القصف على المستشفى وضرب الغاز، خرجت فى اتجاه مركز رابعة الطبى الغاز كثيف والاختناق شديد، وصلت بصعوبة استغربت اختفاء أخى أحمد سمير من أمام البوابة وصلت إليها لأقف مكانى لأجد البوابة مهشمة والمدرعة أمام الباب المقابل، وإذ بأحد إخوانى يقول لى (ما تقفش هنا اتحرك بسرعة) احتميت داخل الممر بعمود وانطلق الرصاص مدوياً من المدرعة، هم جبناء لدرجة أنهم لايطلقون من الأسلحة الآلية مباشرة ، يحتمون فى المدرعة ويطلقون منها، يحصد ما يجد أمامه لا تستطيع ادخال مصاب ولا إخراجه، ومع هذا كان الابطال يدخلون ويخرجون تحت القصف لانقاذ حياة المصابين صعدت الى الدور الثاني، وجدت بعض من أعرفهم سلمت عليهم منهم عمار جمعة المصور، وكنت سمعت أنه استشهد فسلمت عليه وقلت له أهلا بالشهيد الحى ابتسم ابتسامة تحمل الكثير من الألم.

كم كانت أعداد الشهداء والمصابين التى استقبلتها المستشفى فى هذا اليوم؟

أعداد الإصابات والشهداء غير قابلة للحصر فى هذا اليوم. 

كيف كانت عملية إخلاء المستشفى الميدانى؟

سمعنا أن "كلاب" الداخلية يخلون المستشفى من الموجودين فيها صعدت لاطمئن على فريق المستشفى الادارى كانوا فى الطابق الخامس، تقريباً رائحة الغاز قاتلة ملأت جوانب المستشفى والرصاص وسألت نفسى ؛ هل وصلت درجة الإجرام إلى هذا ؛ غاز ورصاص حى على المستشفي، نزلت مع بعض الأطباء إلى الاسفل

و نحن نحاول إخلاء المستشفى من المصابين والشهداء المأساة انك لا تجد من يحمل المصابين تركنا خلفنا مصابين يلفظون انفاسهم ،لم نستطع حملهم معنا ، اطلقوا على بعضهم الرصاص امامنا 

متى خرجت من الميدان وكيف؟

وجدنا الداخلية يخرجون الجميع تحت تهديد السلاح، خرجنا وكأن أرواحنا هى ما يخرج من أجسادنا كانت الساعة السابعة مساء، وطلبوا منا الخروج وهم يصوبون أسلحتهم نحونا وكأننا أسرى حرب، ورأيتهم يطلقون نيرانهم على بعض المصابين الذين يطلقون استغاثتهم بالمستشفى، وهم ملقون على الأرض.

ماذا كان الوضع أثناء خروجك من الميدان؟

خرجنا من رابعة وخلفنا وراءنا أرواحنا ، خرجنا منها وتركنا خلفنا الأبطال ما زالوا صامدين، خرجنا منها وخلفنا بعض المصابين بين الحياة والموت خرجنا وخلفنا وراءنا شهداء حرقت جثثهم، خرجنا منها وهى أرض مضى عليها قرابة الخمسين يوما لم يتوقف فيها ذكر الله عز وجل ليلا أو نهاراً، توجهت أنا وعدد من زملائى إلى مسجد الإيمان البعض قرر المبيت هناك والبعض الآخر غادر المكان.

كيف كان شعورك عقب هذا اليوم الدموى؟

ظللت أبكى لمدة 3 أيام متواصلة، منهار غير مصدق لما حدث، فهو لا يمكن وصفه وأقرب ما يكون لقصص الخيال، ودونت شهادتى عن هذا اليوم تحت عنوان: دماء وصمود "شهادتى على مجزرة فض اعتصام رابعة الأربعاء الدامى 14 أغسطس.
  هذا المحتوي من: مصر العربية