لا أحد يعرف على وجه الدقة أين تعيش سوزان مبارك حاليًا، على الأقل صحفيًا، لكن المؤكد أن الجدل والأضواء يصحبانها أينما ذهبت.. لا تزال تحظى باهتمام لأنها مفتاح اللغز لأكثر من 30 سنة كانت فيها سيدة القصر الأولى، ثم كاتمة أسرار زوجها الرئيس الأسبق، وشاهدة على تفاصيل الكثير من كواليس ما يحدث فى السلطة. هنا فى صفحات هذا الملف نطرح لأول مرة تفاصيل جديدة فى حياة «الهانم» كما كانت تحب أن ينادى عليها، أو فى مسيرة الطفلة «سوزى» كما كانت ترغب فى التمييز عن أبناء جيلها وجيرانها، باعتبارها من أصول بريطانية، وسر نشر مجلة «الجيل» صورتها فى الخمسينيات بعنوان «تذكر هذا الاسم» فى السباحة، وكانت فى الثمانينيات سيدة مصر الأولى، وحكاية الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى كان يدرس فى الجامعة الأمريكية فضرب مثلاً بجيهان السادات قرينة الرئيس فى ذلك الوقت، فغضبت وخرجت سوزان من المحاضرة قائلة: «أرفض إقحام زوجة الرئيس فى المناقشة». ماذا حدث فى الزواج الذى قصم ظهر مصر، ولقاء «الصالونات» الأول الذى جمعها بمبارك؟، وكيف دفعها حلم حياتها بأن تكون مضيفة طيران فوافقت على الارتباط بالطيار محمد حسنى لتحقيق طموحها بالسفر حول العالم؟، وهل طلبت الطلاق أكثر من مرة قبل الرئاسة؟، ولماذا توقفت عندما أصبحت سيدة مصر الأولى؟.. علاقتها بمبارك.. وهل تجاوزت عن أخطائه؟ نبحث فى حقيقة علاقة «كيد النسا» و«الاستغلال» التى جمعت «سوزان» بالمشاهير، فاستغلت شهرة عمر الشريف الفنية فى باريس لجمع التبرعات لأعمالها، ورغبتها فى تصدر منصب السيدة الأولى قطع علاقتها بجيهان السادات.. أحبت صفاء أبوالسعود فأوكلت إليها كل حفلات أعياد الطفولة، وغيرتها من إيمان الطوخى التى أطاحت بها من التمثيل التليفزيونى، وأوقفت وردة عن إحياء الحفلات الرسمية، وأن التنافس بينها وبين سيدة قطر الأولى جعل الشيخة موزة تدفع مليار دولار لبيوت الأزياء الفرنسية لمنع التعامل مع سوزان. ماذا حدث وقت التنحى؟.. وسر طلبها من اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية وقتها، اعتقال كل من الدكتور مصطفى الفقى، سكرتير الرئيس الأسبق للمعلومات، والمهندس حسام بدراوى، الأمين العام للحزب الوطنى وقتها، لمحاولتهما الثأثير على مبارك وإقناعه بالتنحى، فوعدها العادلى بالتنفيذ مع 2000 من الشخصيات العامة والصحفيين والمعارضين بتهمة تكدير السلم والأمن العام. «اليوم السابع» أيضًا تجاوب عن السؤال الصعب: كيف هرّب النظام الأسبق أمواله للخارج؟، وهل سمحت السلطات لسوزان مبارك بالسفر بعد الثورة رغم قرار المنع؟.. وسطاء وسمسارة يرتبطون بالنظام الأسبق اشتروا 6 طائرات بالتعاون مع شركة تركية بقيمة 4 مليارات جنيه، ولديهم منازل فى شارعى «استراد هوف»، و«على اختارت» بامستردام وتلجأ لمصريين وسطاء لبيعها، وإضفاء مشروعية على الأموال. «اليوم السابع» تجيب عن السؤال الصعب: هل لعبت سوزان دوراً غامضاً فى تهريب أموال أسرة مبارك؟النظام الأسبق اشترى 123 منزلاً و37 شركة نظافة وسياحة وطيران ودعاية وإعلان فى هولندا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا تقرير يكتبه: محمود المملوك البداية، معلومات متناثرة عن شبهة استخدام مبارك وعائلته رجال أعمال وأشخاص قريبين منهم فى غسل أموالهم، وتحويلها من مصر إلى دول أوروبية، بعيدًا عن يد السلطات القضائية.. تعقبها خطابات رسمية من الأجهزة الأمنية البريطانية للجنة استرداد الأموال تطالب فيها بالتحفظ على أموال رجال أعمال مرتبطين بشراكة وعلاقات عمل ونفوذ مع علاء وجمال مبارك، نجلى الرئيس الأسبق.. وأخيرًا قرار من النائب العام السابق المستشار طلعت عبدالله بالتحفظ على أموال 22 رجل أعمال ومستثمرًا مصريًا وعربيًا للاشتباه بتورطهم فى التربح من التلاعب بالبورصة، وبيع البنك الوطنى عبر صفقات سرية مع مسؤولين حكوميين تابعين للنظام السابق، يتم إلغاؤه فيما بعد، ويغلق الملف نهائيًا حتى الآن، ولا يعرف ماذا حدث فيه، مع تساؤل أكثر أهمية: وما حقيقة سماح السلطات لسوزان مبارك بعد ثورة 25 يناير بالسفر للخارج؟ ما سبق دفعنا للبحث والتحرى ومحاولة الإجابة عن: هل نجح الرئيس الأسبق وأسرته فى تهريب أموالهم للخارج، وخرق قرار النائب العام بالتحفظ على أموالهم؟.. كيف ومتى وأين تم ذلك؟.. علامات الاستفهام تلك استغرق الوصول إليها رحلة فى مدن أوروبا، والاستعانة بمكاتب محاماة دولية وجهات رسمية مختلفة.. أولى هذه المفاجآت تمثلت فى بريد إلكترونى موجه من مكتب تحقيقات بريطانى تابع للشرطة المحلية البريطانية فى لندن إلى شخصين، أحدهما يدعى أحمد سعد، وهو غالبًا المستشار أحمد سعد، عضو لجنة استرداد الأموال المهربة من مصر، وشخص آخر بريده الإلكترونى غير واضح فى 27 فبراير 2013 يوضح أنه تم الكشف عن حسابات مالية لزوجة المتهم حسن محمد حسنين هيكل تقدر بعدة ملايين جنيه إسترلينى بأحد بنوك المملكة المتحدة البريطانية. وأضاف البريد الإلكترونى الذى كشف عنه خطاب رسمى من المستشار كامل سمير جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولى، موجه للمستشار حسن ياسين، رئيس المكتب الفنى للنائب العام آنذاك، أن السلطات البريطانية علمت بأنه سوف يتم تحويل تلك الأموال خارج بريطانيا، وتستفسر عما إذا كانت السلطات المصرية ترغب فى تجميدها من عدمه أم لا. وأوضحت الرسالة أنه يرجى الإحاطة بأن المدعو حسن محمد حسنين هيكل هو أحد المتهمين فى القضية رقم 10427 لسنة 2012 جنايات العجوزة، والمقيدة برقم 1 لسنة 2011 حصر مكتب فنى، برفقة المتهمين علاء وجمال مبارك، والمسندة إليهما جرائم التربح والإضرار العمد بالمال العام بالاشتراك مع موظفين عموميين خلال صفقة بيع البنك الوطنى لأحد المستثمرين الأجانب، وتابع: وعليه توجد شبهة كبيرة فى أن تلك الأموال هى حصيلة نشاط المتهم المؤثم، علمًا بأن المتهم سالف الذكر وزوجتيه لم يصدر بشأنهم أمر منع من التصرف فى أموالهم. ومن بريطانيا إلى المحطة الأهم فى العاصمة الهولندية أمستردام.. لا حديث هنا داخل أوساط الجالية المصرية ومشاهير المجتمع سوى عن السيدة «ن» التى ترتبط بصلة قرابة بسوزان ثابت، زوجة الرئيس الأسبق، والتى استخدمت أسطولًا من العمالة المصرية ورجال الأعمال لشراء منازل وشركات مختلفة فى كل من هولندا وبليجكا وألمانيا وإسبانيا، بلغت قيمتها 123 منزلًا و37 شركة نظافة وسياحة وطيران ودعاية وإعلان و«بنزينات» و4 بورصات عالمية. هذا الخيط ربما يكشف سيناريو لتهريب الأموال.. كل هذه الشركات المختلفة يمتلكها أشخاص لها علاقة بأسرة الرئيس الأسبق عبر وكلاء وسماسرة ووسطاء يعيشون ما بين العاصمة الهولندية أمستردام، والبلجيكية بروكسل، والسويسرية بون، والإسبانية مدريد، إحداهم متزوجة من أحد رجال الأعمال المصريين ببروكسل، قامت مؤخرًا بشراء 6 طائرات بالتعاون مع شركة تركية داخل أوروبا، ووصلت قيمة الصفقة إلى 400 مليون يورو أى ما يزيد على 4 مليارات جنيه مصرى. محام فرنسى قال لنا إن سبب إقبال عائلة الرئيس الأسبق ورجال أعمال عامة على هذه المدن أنها هى الأغلى، وتعد بيئة وسوقًا خصبة لغسل الأموال الآمن، كاشفًا عددًا من الشركات الجديدة التى تم إنشاؤها خلال الـ 17 شهرًا الماضية فى الـ4 دول الأوربية، كانت أولى هذه الشركات هى شركات النظافة، والثانية شركات استثمار عقارى فى أمستردام وبروكسل وبون، يعاونها فى ذلك جيش من رجال أعمال ومصريين مقابل رواتب شهرية معروفة، ويتم شراء منازل ومحال وشركات ومطاعم فى مدن أوروبا عبر إعلانات وسماسرة سوق، ثم يتم بعد ذلك تأجيرها كما وجدناه مكتوبًا على «يافطة» أحد هذه المنازل، أو «تسقيعها» لفترة معينة تمتد لشهر أو أكثر، ويتم بيعها بعد ذلك لغسل الأموال، وإضفاء مشروعية على مصدرها، ويتم إيداعها بعد ذلك فى أى من البنوك.. توصلت «اليوم السابع» إلى عدد من هذه المنازل والشركات داخل العاصمة الهولندية، وتحديدًا فى شارعى «استراد هوف» و«على اختارت» بأمستردام، أما شركات النظافة فهى على أطراف المدينة، وكذلك شركات التسويق العقارى. الأمر ذاته كشفت عنه تحقيقات النيابة الفرنسية التى تعطلت التحقيقات فيها فى قضية غسل أموال متهم فيها رموز النظام الأسبق، والدكتور إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، فى عمليات تحويلات بنكية بلغت قيمتها نحو نصف مليار دولار فى دول أوروبية، بالإضافة إلى العديد من الأراضى والمنتجعات والمنقولات غير المثبتة فى التحقيقات والأوراق الرسمية، حيث حاول الوزير الأسبق تهريب 7 ملايين دولار أمريكى، هى متحصلات جريمة، إلى إمارة لانخشتين الأوروبية، وهى إمارة مستقلة، وإنشاء شركة «سبوستياس خلال عامى2007 و2008 بقيمة 7 ملايين دولار أمريكى لحساب إبراهيم سليمان، وطلبت السلطات الأجنبية من السلطات المصرية أخيرًا إثبات هذا التمويل وظروفه وملابساته ومصدر هذه الأموال. تفاصيل تهريب أموال مبارك فى أوروبا بعد الثورة، ذكرها لنا المحامى الفرنسى، بأن مبارك نقل أمواله هو والرجل الحديدى فى نظامه حسين سالم الهارب فى إسبانيا، مستغلاً ثغرات فى قرارات التحفظ عليهم وتأخرها، ونقلوها من بنوك بريطانيا قبل أن يصدر قرار التجميد، وأن السلطات القضائية هناك لا تملك سلطة التجميد بأثر رجعى، وأن المؤسسات المصرفية والمالية البريطانية والأوروبية ليست مسؤولة عن الإبلاغ أو العمل على استرداد أى أموال كانت محل صفقات من جانب رموز النظام الأسبق منذ بداية الثورة المصرية حتى 22 مارس 2011 مثلاً بالنسبة لعائلة مبارك، أما بالنسبة لحسين سالم فهو كان يتمتع بحرية فى التصرف بأمواله حتى يونيو من العام نفسه، وحتى تاريخ القبض عليه، مما دفع اللجنة الشعبية لاسترداد الأموال للهجوم على النائب العام وقتها، المستشار عبدالمجيد محمود، واتهامه بالتقصير والتستر على عدم تجميد الأموال المصرية المهربة. المحامى الفرنسى نفسه ذكر أن وزارة العدل الألمانية أعلنت قبل ذلك أن خطأ فى الصياغة من قبل الخارجية المصرية تسبب فى تأخر إصدار قرار التحفظ على أموال أسرة مبارك، وكانت النيابة العامة المصرية قد قدمت عن طريق الخارجية المصرية للاتحاد الأوروبى بعض الوثائق التى تعتقد أنها تبرهن على ارتكاب 19 شخصية الاتهامات الموجهة لهم، وتضم أسماء هذه الشخصيات مبارك وزوجته وشقيقها، وابنى مبارك وزوجتيهما، وحسب المذكرات المصرية المقدمة للخارجية البريطانية فإن هؤلاء متهمون بارتكاب جرائم فساد واعتداء على المال العام وغسل أموال. حكاية الطفلة «سوزى» التى تعالت على صديقاتها لأنها من أم بريطانية.. مجلة «الجيل» نشرت صورتها فى الخمسينيات بعنوان «تذكر هذا الاسم» فى السباحة كتب - زكى القاضى على طريقة الأفلام السينمائية القديمة، كانت قصص الحب فى أواخر الثلاثينيات متشابهة، ومنها ما جرى بين الدكتور صالح ثابت، ابن محافظة المنيا، والذى يدرس الطب بجامعة «كارديف» بالمملكة المتحدة، والممرضة الإنجليزية ليلى ماى بالمر فى مقاطعة ويلز، ليعلنا الزواج والعودة لمصر، وفى 28 فبراير 1941 كان الاثنان فى مدينة مطاى بمحافظة المنيا فى انتظار ابنتهما سوزان صالح ثابت. كانت الأم البريطانية الجنسية والمولد، والوالد المتأثر بالثقافة البريطانية يعملان جاهدين على غرس قيم وعادت المملكة المتحدة فى ابنتهما. فى فيديو على موقع «اليوتيوب» تقول سوزان مبارك فى أحد المؤتمرات بمحافظة بورسعيد، متذكرة أيام طفولتها: «افتكرت وأنا طفلة صغيرة حوالى أربع خمس سنين، أجمل حاجة الواحد يصحى بدرى كده وينزل حافى يجرى ويحس بنعومة ورطوبة الرملة، وكانت الرملة الصبح تبقى ساقعة وتبقى الشمس طالعة ورجلينا صغيرة وتغرس فى الرملة وكانت رطبة وجميلة». وتضيف زوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال حديثها عن لعبتها المفضلة فى بورسعيد، قائلة: «كنا بنلعب استغماية بالليل حوالين الشاليهات طول الليل، وبنجرى كأطفال بحرية مطلقة، وكنا نقيم فى شاليه بسيط متواضع وكنا مش محتاجين أكتر من كده عشان نقضى إجازة صيفية للأسرة».
سوزان مبارك كما لم تعرفها من قبل.. قصة المرأة التى هزت عرش مبارك ودمرت مصر..
Unknown الاثنين، 20 يوليو 2015 | 5:56 م
التسميات:
مصر
,
مقالات
,
ملفات ساخنة