أهم الأخبار : :

السيسي واللعب بورقة الأقباط ... 10ملاحظات على حضوره قداس عيد الميلاد

Unknown الأربعاء، 7 يناير 2015 | 11:55 ص


 
  تحت عنوان "  السيسي واللعب بورقة الأقباط ... عشرة ملاحظات على زيارته للكاتدرائية في قداس عيد الميلاد "
كتب الباحث السياسي علاء بيومي  - مدير الشؤون العربية لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - عبر فيسبوك يقول :
السيسي واللعب بورقة الأقباط ... عشرة ملاحظات على زيارته للكاتدرائية في قداس عيد الميلاد
زيارة السيسي لقداس عيد الميلاد تثير النقاط التالية:
أولا: هي تحرك سياسي ذكي منه، كان يفترض أن يسبقه إليه مرسي، الذي لم يسعفه ذكاءه السياسي لكثير من المواقف والسياسات التي كانت يمكن أن تكسبه الكثير خاصة وأنه أول وأخر رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة ديمقراطية.
مرسي لم يفعلها، وفعلها قائد الانقلاب العسكري، وكان الله في عون المواطن المسيحي العادي الذي لم يزر حاكم مصري كنيسته في مناسبة هذه ليقدم له التهنئة، من قبل. شيء محير
ثانيا: خطاب السيسي لم يخلوا من مجاملات ولكنها لا تعني شيء، لا يوجد سياسة أسمها "نحب بعض بجد"، يعني لو كان السيسي حريصا على العلاقات بين المسيحيين والمسلمين في مصر فليوفر لهم حريات كافية أو قدر من الديمقراطية يعيد للأقباط والمسلمين بعض الفاعلية المجتمعية ويقضي على النفوذ المتعاظم لمؤسساتهم الدينية في الحياة السياسية.
السيسي يستمر في حديثه الفارغ الذي لا يعني الكثير.
ثالثا: استخدم صديق مصطلح "الطائفية المضادة" للحديث عن التحالف المتزايد بين الاستبداد (السيسي) ورأس مؤسسة الكنيسة المصرية، فالواضح أن التيار الديني يعاني من قدر لا بأس به من الطائفية، ويعاني أيضا من كراهية رسمية موجهة ضده من قبل الحاكم غير الشرعي وحلفائه السياسيين ومن بينهم شيخ الأزهر وبابا الكنيسة، وقد سبق أن أدلى باب الكنيسة من ايام قليلة بتصريحات أتهم فيها خصومه السياسيين (الاخوان المسلمين) بالوقوع خلف اعتداء القوات المسلحة الدامي على بعض متظاهري الأقباط في ماسبيرو.
تصريحات البابا كانت اساءة واضحة له وللكنيسة المصرية تتطلب الاعتذار عنها، لو كنا نتحدث عن ترسيخ ثقافة جادة قائمة على رفض الكراهية.
رابعا: أشعر للأسف أن زيارة ديكتاتور متهم بالضلوع في جرائم ضد الانسانية للكنيسة الرسمية في مصر هو اساءة للكنيسة والمسيحية المصرية، في ظروف طبيعية كان يجب رفض هذه الزيارة لأن المسيحية كديانة سماوية لابد وأن تقف ضد ما ارتكبه الانقلاب العسكري من جرائم.
خامسا: هذا يعني إننا أمام وضع للأسف مقلوب، نحن أمام تحالف سياسي جديد قديم بين رأس الاستبداد ورأس الكنيسة، تحالف لم يقدم شيء للأقباط المصريين على مدى عقود، بل على العكس أضر بهم كثيرا في غياب لأي سياسات جادة لفتح الباب أمام مسلمي أو مسيحي مصر نحو الحرية أو الديمقراطية أو المشاركة في بناء وطنهم بشكل جدي منظم.
سادسا: كرر السيسي أفكاره التافهة عن الهوية الوطنية، فلا يوجد شيء اسمه "إحنا المصريين فقط"، وهو فكر يعبر عن سطحية وتشدد، فالسيسي يستخدم صورة متشددة من الهوية القومية تنفي وجود هويات أخرى كالهويات الدينية والعرقية واللغوية ... ألخ.
وبالطبع مصر ليست في حاجة لنفي الأخر، بل في حاجة للتسامح، وهذا سبب أخر لرفض خطاب السيسي المتعلق بالهوية، وافكاره المؤسفة بهذا الخصوص.
سابعا: كل هذا يحدث في جو مليء بالتوتر، فالعلاقات بين التيار الديني ورأس الكنيسة المصرية وربما بالمسيحيين المصريين بشكل عام في تدهور، واستمرار القمع من شأنه أن يدفع المجتمع كله لأسفل في غياب نظام جاد يتعلق بالتسامح الديني أو أي شيء أخر.
ثامنا: في الخلاصة نجد أن زيارة السيسي للكاتدرائية اليوم رغم رمزيتها الإيجابية تحمل كثير من الرسائل الدينية والأخلاقية والسياسية السلبية، هي استثمار في سياسات مريضة من قبل نظام مستبد غير شرعي، سياسات من شأنها أن تضر بمصر كلها، وكان الأولى أن تنأى الكنيسة المصرية بنفسها، ولكن للأسف رأسها جزء من هذا التحالف السيء.
تاسعا: كان الله في عون المسيحي المصري العادي الذي لم يجد بالفعل ما يبحث عنه منذ ثورة يناير.
عاشرا: كان الله في عون مصر والمصريين، ولا ننسى أن نهنئ إخواننا المسيحيين بعيد الميلاد المجيد.
والله أعلم، ما رأيكم!؟