مشاكل متعددة تشكو منها مصانع الطوب الطفلي بمنطقة عرب أبو ساعد الحائرة بين حيي الصف و حلوان، مما أنعكس بالسلب على العمل داخل غالبية المصانع، والتى يزيد عددها عن 400 مصنع، و تقدم لسوق الإسكان فى مصر نحو 80 % من احتياجات الطوب سنوياً، ويعمل فيها قرابة الربع مليون عامل من محافظات مصر المختفلة.
وبدأت المصانع فى تسريح العمالة، وغلق أبوابها أمام العاملين، على خلفية رفع أسعار الوقود الذي تبعه ارتفاع سعر المازوت مما كبد مصانع الطوب خسائر فادحة فى ظل ركود سوق العقارات المصري، نتيجة للأحداث السياسية المضطربة.
منطقة عرب أبو ساعد هي من المناطق التي تتميز بوجود عدد كبير من مصانع الطوب الطفلي، وتعاني هذه المنطقة من سوء التنظيم الإدارة، وإهمال المسؤولين منذ ما قبل ثورة 25 يناير.
وعلى المستوى البيئي والصحي ترتفع نسب الإصابة بأمراض تبدأ من نوبات من السعال، بفعل مئات المداخن المصانع التى تحيط بالمنطقة إلى الفشل الكلوى والصدر "الربو والحساسية". وهي الأمراض التي يعد مصدرها مياه الشرب بالملوثات وتلال القمامة و فضلات الماشية، والنباتات المختلطة بمياه الصرف الصحي.
العاملون في هذه المصانع أطفال لا يتجاوز أعمارهم 14 عامًا، اضطرتهم قسوة الحياة على النزول مبكرًا لسوق العمل ليعينوا أسرهم على مواجهة أعباء المعيشة، ويبدأون يومهم مع ضوء الفجر و حتى نهاية الضوء وقت الغروب، بعد أن أجبرهم الآباء والأمهات للعمل بمصانع الطوب، لفترة طويلة وسط الجبل والصحراء، ليحصلون على 40 جنيهًا يوميًا.
يقوم الطفل منهم بوضع حامل خشب على ظهره يسمى "بالعصفورة" يحمل عليه الطوب، وينقل الطوب من على ظهره من الفرن إلى السيارات، أو قيادة سيارة مقطورة بين الجبال الصحراء.
التقينا مع عدد من أصحاب المصانع و العاملين، بمنطقة عرب أبو ساعد بحلوان، لنبحث هموهم ومشكلاتهم وما يعانون منه.
كانت البداية مع المعلم جعفر محروس صاحب مصنع طوب طفلى، حيث قال إن العديد من المصانع مهددة بالإغلاق بعد قرار رفع أسعار البنزين و السولار و الغاز الطبيعى، لافتاً إلى أن هذه القرارات أثرت على سير العمل بالمصنع و قللت من الانتاج اليومى.
واضاف محروس، أنه في ظل ارتفاع الأسعار تزداد حاجة العاملين لزيادة أجرتهم اليومية، نظرًا لزيادة أسعار الموصلات وغلاء المعيشة، ولكن لا أستطيع زيادة أجرتهم نظرًا لخسارة التى يتعرض لها المصنع كل يوم .
بينما قال الحاج أشرف العربى، صاحب مصنع طوب بمنطقة عرب أبو ساعد، إن مصانع الطوب اضطرت إلى رفع الأسعار بعد صعود أسعار الغاز ورفع الدعم، مما أدى إلى زيادة تكلفة الانتاج على المصانع من 300 جنيهًا للألف طوبة إلى 400 جنيهًا.
وأشار العربى ، الى أن المصانع التى تعمل بالغاز الطبيعى أيضًا اضطرت إلى رفع الأسعار بنفس القدر تقريباً نتيجة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى و الكهرباء فى الآونة الأخيرة .
بينما أكد حسن أبو على عامل بأحد المصانع الطوب، أن إزمة نقص إمداد المصانع سواء بالغاز أو المازوت أجبرها على استخدام السولار ، ولكن بعد زيادة أسعار السولار، أنخفضت الطاقة الانتاجية للنصف ليصل حجم الأنتاج اليومى إلى 75 ألف طوبة مقابل 150 ألفا الفترة السابقة.
"قرارات الحكومة زادت الطين بلة " كانت بداية حديث إبراهيم فرج عامل بأحد المصانع الطوب، فى حديثه عن قرار رفع الدعم، قائلاً:" الحكومة عايزة اية مننا، بيقولوا فى التلفزيون أن القرار رفع الأسعار علشان الفقير، واحنا المتضررين فقط من القرارات."
وأوضح فرج ، أنه من محافظة الفيوم، ويأتى كل يوم الى عرب أبو ساعد علشان مفيش شغل هناك، وبنستحمل الشغل أكثر من 12 ساعة يومياً من أجل 70 جنيهاً " .
واستنكر إسماعيل مصيلحى، عامل بأحد المصانع الطوب، قرار الحكومة برفع الأسعار، قائلاً:" الحكومة مش حاسة بينا، وخلتنا شغالين فى البلد دى زى الحماير."
وطالب مصيلحى ، من المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزارة، بحقوق العاملين داخل مصانع الطوب بمنطقة عرب أبو ساعد، إلى جانب تأمين على أرواح العاملين.
بينما قال محمد عباس ، عامل بأحد المصانع الطوب، إن الذين يتعرضون للموت فى المصنع داخل الفرن الذى يرتفع درجة حرارتة عن 4000 درجة مئوية " ملوش دية أهله بيلموه زى الرماد من على الأرض."
وتابع عباس، حديثه قائلاً:" هنا فى الجبل البنى أدم مننا ثمنه أجرته, ليس لدية تعويض , يعنى من الآخر إحنا ضايعين ضايعين."