أعلم أن الكثير من القراء قد يتعجب من هذا المقال لا سيما المصريين منهم ،ولكنها كلمة الحق التى نسأل الله أن يثبتنا عليها ولا يعنينى بسببها قول الناس إن أجرى إلا على الله ،فلم أرى من خلال مطالعتى لتاريخ مصر أن أحداً نال من الإتهامات والإهانات والسخرية كما فُعِلَ بالسيسي ،ولعل أشد هذه الإهانات قسوة هى وصفه بأنه عميل للصهاينة !!! وأنا عن نفسى أختلف كلياً مع نعته بهذه الصفة ،وهذا فضلاً أشياء كثيرة خاطئة أحاطت بهذه الشخصية من الإدعاء بأنه لا يحوز ظهيراً شعبياً ، أو أنه يعمل ضد مصلحة المواطن البسيط ،وأنه لو خاض إنتخابات ديمقراطية ستنكشف حقيقة شعبيته ،والواقع يقول أن كل هذه الإتهامات باطلة وعارية تماماً من الصحة ،وإسمحوا لى بهدوء وحياد أن نفند سوياً هذه الإتهامات شيئاً فشيئاً حتى تتضح شخصية السيسي للجميع دون أى تجنى عليه أو وصفه بما ليس فيه فالظلم ليس من شيم النبلاء.
فالإدعاء بأن السيسي لا يحوز ظهيرا شعبياً هو محض كذب !!! ومن يدعى أو يروج لهذا الإدعاء عليه أن يتجه إلى فلسطين المحتلة ويسأل المستوطنين اليهود فى شتى البقاع من تل أبيب إلى قرية شمونا إلى إيلات ..... إلخ ستجد الشعب اليهودى يدين للسيسى بالحب والولاء ويتمنى له حكماً أمناً مستقراً لسنواتٍ عديدة وأزمنةٍ مديدة ،بل إن الأمة الإسلامية والعربية بالرغم من كثرة العملاء بين حكامها منذ ميلاد إسرائيل عام 1948 وحتى الأن لم يحظى أحد منهم بالحب والشعبية التى حصل عليها السيسى من بين شعب بنى صهيون ،وليس أدل على ذلك مما يقوم به الإعلام الإسرائيلى من المدح والإطراء على السيسى فى كل وسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب موقفه الأكثر تطرفاً من إسرائيل فى الحرب على غزة إلى الحد الذى أصبح فيه السيسي بطل قومي لدى اليهود ،وهذا يعنى أن نتفق أن السيسي بالفعل له ظهيراً شعبياً.
والقول أنه يعمل ضد مصلحة المواطن البسيط فهو أيضاً قول خاطئ فكما بينا أن للسيسي ظهيراً شعبياً فإن المواطن البسيط وغير البسيط من بينى صهيون يعلم علم اليقين أن السيسي يعمل لمصلحته وأن صفقات الغاز الذى ظل لسنوات طويلة يتدفق من مصر إلى إسرائيل بأقل من السعر العالمى قد كانت للمخابرات الحربية تحت قيادة السيسي دور كبير في إتمام هذه الصفقات لمصلحة المواطن البيسط (الإسرائيلي) ،وأن من باع لهم هذا الغاز ( حسين سالم ) أصبح فى مأمن فى ظل حكم العسكر ولن يطالبه العسكر برد أى دولار لصالح مصر ،وهذا يكفى لتكذيب من يدعى أن السيسي ضد مصلحة المواطن البسيط (الإسرائيلي) .
والإشاعة السخيفة التى تقول أن السيسي لو خاض إنتخابات ديمقراطية ستنكشف حقيقة شعبيته فهذا القول هراء!!! فلو إفترضنا أن الأن أجريت الإنتخابات على رئاسة حزب اليمين المتطرف (الليكود) وكان رئيسه الحالى نتنياهو مرشحاً وأصبح السيسي منافساً لنتنياهو على رئاسة الحزب فى هذه الإنتخابات ،فمن تظن أيها العاقل الذى سيفوز برئاسة حزب الليكود ؟؟؟ إذا لا يتحدث أحد بعد ذلك عن الإنتخابات وشعبية السيسي ،بل أظننى لا أكون مبالغاً عندما أقول أن الإنتخابات لو أجريت على رئاسة وزراء إسرائيل فإن شعبية السيسي لن يصمد أمامها نتنياهو أو إيهود براك أو تسيسبي ليفني أو غيرهم وهذه الحقيقة يعرفها كل مواطن إسرائيلى ،فلا يكذب علينا أحد ويقول لو كانت إنتخابات ديمقراطية لكان كذا وكذا.
وأخيراً فإن القول بأن السيسي عميل فإن هذا القول حتى تظهر حقيقته يجب أن نعرف أولاً من هو العميل ؟ فالعميل هو من يُضر بمصلحة دينه أو وطنه أو شعبه من أجل دين أخر أو وطن أخر أو شعب أخر ، إذاً قبل أن يتحدث أحد عن أن السيسي عميل يجب أن يكون مقتنعاً أولاً بثلاثة أشياء لا خلاف فيها ولا يغنى أحدها عن الباقيين ، وهى أن السيسي مسلم ومصرى وشعبه هم المصريين ،فإن كان غير ذلك فلا ينطبق عليه لفظ عميل ،ويصبح وطنى ولكن لدى أصحاب ديانه أخرى ووطن أخر وشعب أخر!!! والواقع أن أصحاب الديانة الأخرى والوطن الأخر والشعب الأخر إعتبروه بالفعل بطل قومى لديهم ،وهو ما يعني بكل وضوح أن السيسي (صاحب دار وليس عميل) ،فلا يحق لأحد أن يسب العملاء عندما يصف السيسي بأنه عميل.