أهم الأخبار : :

. المخابرات البريطانية تستأجر سجونًا مصرية لتعذيب الإسلاميين

Unknown الثلاثاء، 24 يونيو 2014 | 7:10 ص

بالتفاصيل.. المخابرات البريطانية تستأجر سجونًا مصرية لتعذيب الإسلاميينبعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، عاد الهاجس مرة أخرى للإسلاميين وعاد الماضى من جديد بكل شراسة ليحمل فى طياته ذكريات مؤلمة عاشها العديد منهم فى سجون الرئيس المخلوع حسني مبارك. "المصريون" كان لها السبق دائمًا فى نقل تلك المعاناة من داخل وخارج السجون إلا أن هذه المرة تختلف كثيرًا عن المرات السابقة بعد أن تسربت معلومات تُفيد بوجود أجهزة مخابرات عالمية على الأراضى المصرية تشارك فى تعذيب السجناء الإسلاميين قبل وبعد الإطاحة بمرسي. استندنا إلى تقرير لإحدى أكبر الجرائد فى بريطانيا يؤكد مشاركة المخابرات البريطانية فى تعذيب إسلاميين فى مصر، حيثُ نقلت "الإندبندنت" البريطانية تصريحات منسوبة إلى حفيد الرئيس الصومالى المعزول محمد بري، قوله بأنه تم تعذيبه فى أحد السجون المصرية على أيدى عناصر من المخابرات البريطانية، وذلك بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، ثم تم الإفراج عنه فى مارس الماضى ونقله إلى تركيا واحتجازه بأحد السجون هناك بناءً على توصيات من المخابرات الأمريكية. محمد ديني، حفيد الرئيس الصومالى المعزول، يروى مأساته فى خطاب سربه من السجون المصرية فى أثناء اعتقاله، قائلًا: "كان هناك شخص بريطانى الجنسية - عرفته من لهجته - سألنى عن إمكانية تزويده بمعلومات والعمل معهم مقابل إطلاق سراحه، كان يبدو عليه غير متأثر بكونى أحمل الجنسية الهولندية، فربما يكون هناك تنسيق بين المخابرات البريطانية والأمريكية والهولندية فى هذا الشأن، حيث تم توجيه اتهامات لى بالانتماء إلى حركة شباب المجاهدين الصومالية". مأساة "ديني" لم تكن هى فقط ما دفعت "المصريون" لفتح هذا الملف، المسكوت عنه، فالأحداث المتلاحقة التى تشهدها القاهرة يومياً تؤكد أن الأيام القادمة قد تشهد ما هو أسوأ بكثير مما شهدته سجون مبارك، وخصوصاً بعدما أصرت الحكومة المصرية على إلغاء قرارات العفو السياسى التى أصدرها الرئيس المعزول محمد مرسى بحق عناصر جهادية. الأمر قد يدفع تلك العناصر إلى التسليم بأن الحكومة المصرية تتواطأ مع الحكومات الأجنبية فى ملاحقتهم أمنيًا وتعذيبهم، فيقول محمد كمال، أحد المعتقلين السياسيين فى سجون مبارك، "إن الحكومات الأجنبية ستظل جزءًا من المؤامرة التى تحاك بالإسلاميين، ولكننا لا نستطيع أن نُجزم بأن هناك تواطؤ فيما بينهما الآن".   مزاعم كاذبة التقرير الذى نشرته "الإندبندت" فى صدر عددها، تناولته وسائل الإعلام العالمية على أنه يدحض التأكيدات التى قدمتها وكالات الأمن والاستخبارات البريطانية، العام الماضي، بأنها لم تعد تشارك فى العمليات التى يتم فيها تعذيب المشتبه فيه أو احتجازه من قِبَل دولة أجنبية بصورة غير قانونية. وقد يكون التقرير المنشور دافعًا لقيام أحزاب إسلامية معترف بها دوليًا بملاحقة الحكومة البريطانية بالمحاكم الدولية، إذا ما قام بعض الأشخاص الذين تم تعذيبهم فى السجون بأيدى عملاء بريطانيين، برفع قضية ضد بريطانيا، فالجماعة الإسلامية فى مصر، أكدت، على لسان عضو اللجنة القانونية بها المستشار عادل معوض، أنه إذا صح ما نشرته الجريدة البريطانية، فإنه من الممكن أن تتضامن الجماعة مع الأشخاص الذين تم تعذيبهم، وترفع قضايا "تعذيب" ضد الحكومة البريطانية، وبموجبها تحصل الجماعة على تعويضات.  ويضيف معوض، أما بدون أن يتقاضى الشخص المعذب فليس للأحزاب إلا استغلال الحدث استغلال سياسى وكذلك جمعيات حقوق الإنسان تستغله استغلالًا حقوقيًا كذكره فى تقاريرها السنوية كعقد مؤتمر عن التعذيب، أو مخاطبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل لوقف التعذيب من قبل الدولة المنتهكة لحقوق الإنسان.   جوانتانامو مصر "جوانتانامو مصر" هكذا وصف بعض الإسلاميين السجون المصرية بعد 3 يوليو 2014، فيضيف محمد كمال، الذى تم اعتقاله لمدة 15 عامًا فى ظل حكم الرئيس المخلوع: "أصبحت الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، فالكل أصبح خائفًا اليوم من بطش الأجهزة الأمنية، هذا الأمر قد يدفع الكثيرين إلى الهروب الكبير الذى بدأ بالفعل بخروج قيادات الإخوان والجماعة الإسلامية". يتذكر "كمال" سنين قضاها فى "العقرب"، فيقول: "عندما دخلت السجن لأول مرة تم تنظيم حفلة استقبال لى وأجبرونى على خلع ملابسى وانتزاعها بالقوة، واصطف عدد من المجندين والمخبرين والضباط وقاموا بضربى ضربًا عشوائيًا بالأيادى والعصى البلاستيك، ثم أدخلونى إلى الغرفة فى العنبر وحتى أصل إلى العنبر اصطف المعتقلون طابور، كل واحد إيده على كتف زميله مطاطى الرأس والمجندين طول الطريق هم وكرمهم معاك يعنى ممكن تاخذ شوية أقلام بس وممكن تاخد ضرب إلى أن تصل الغرفة، هكذا فعلوا معى ومع جميع السجناء الجدد". وتابع، العنابر فى العقرب على شكل حرف "H" كل جناح منهم يسمى "ونج الونج" به 20 غرفة وغرفة تأديب ومطبخ وغرفتى عزل طبى وحمامات جماعية فيها 5 حمامات، وفى الأوضاع اللى فيها تعذيب يتم غلق الزنازين 23 ساعة ويعطى ساعة فسحة فى التريض، أما داخل الغرفة فيكون عرضها 210 سنتيمترًا وطولها 320 سنتيمترًا بها حوض ماء وحمام أفرنجى وشباك يطل على طرقة مغلقة تسمى ممر الحراسة أما عن وصول كل احتياجات المعتقل تدخل له من "النظارة" وهى فتحة فى الباب طولها 25 سم وعرضها 10 سم".    وقائع مثيرة بالسجون وفضلًا عما رواه "كمال"، فإن هناك واقعة أخرى يحكيها الشيخ عبد العزيز صلاح، أحد المعتقلين السياسيين من كفر بهيدة مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، فيقول: "سجنتُ ظلمًا 11 عامًا، كنا نتعرض لبرنامج ضرب يومى يبدأ منذ أن نستيقظ حتى الساعة الثانية ظهرًا، وكان الطعام يُلقى على الأرض ثم نبدأ فى تجميعه لنأكله، وعندما تم ترحيل 55 معتقلًا إلى سجن الوادى الجديد جردونا من ملابسنا لمدة 15 يومًا فى الشتاء القارس ونحن عرايا كما ولدتنا أمهاتنا، وقاموا بتصويرنا فيديو، وكان يوصى بعضهم بعضًا بالتصوير الجيد (صوروا كويس علشان الريس هيشوفها)". ويضيف، لم أعلم السبب الحقيقى لاعتقالى فأنا لم أكن منتميًا فعليًا لأى جماعات إسلامية، ولكن كان بعض الإخوة يجتمعون ويذكرون الله فيما بينهم تحت مسمى الشباب المسلم، وكنا أقرب ما يكون لأفكار الجماعة الإسلامية من حيث السلوك والأفكار والرؤى، وخوفنا الدائم من بطش أمن الدولة بنا جعلنا لا ننام فى بيوتنا، البعض منا كان ينام فى "الغيط"، وذات ليلة هجم أمن الدولة وأنا فى منزلى ليلًا وكسروا الباب واخترقوا حرمة بيتى، وحاولوا التحرش بزوجتي. وبعد 11 عامًا من سجني، طلب منى ضابط أمن دولة، أن أكتب إقرار "توبة" وهو أن أعترف أننى إرهابى كنت أمارس الأعمال الإرهابية، وعلى استعداد الآن أن أتعاون للقضاء على هذه الظاهرة ولكننى رفضت ذلك.   أصغر معتقل سياسي واقعة ثالثة تعرضت لها "المصريون"، يقول أصغر معتقل سياسى فى مصر، الشيخ أشرف سيد، نائب الأمين العام لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: "اعتقلت لمدة 19 سنة ونصف فى سجون مبارك من 1988 إلى 2006، ولم يكن لى أى نشاط دعوى إلا القليل". وقال سيد: "انضممت إلى الجماعة الإسلامية وعمرى 17 عامًا، وبعد ذلك بسنة تم القبض علىّ واعتقالى وكان ذلك ليلًا، وضربونى 3 أيام متواصلة بدون أخذ معلومة، وعرف أهلى مكان اعتقالى فى أمن الدولة بعد 15 وطرق التعذيب كثيرة ومختلفة داخل المعتقلات سواء التعليق من الأيدى والأرجل ومن الخلف بالكلبش ثم تعليق الرجل على حرف باب حتى ينخلع الكتف أو يصاب بالشلل أو بالكهرباء من 80 إلى 100 فولت تقريبًا، أو بوضع ماء مثلج على الكليتين فى الشتاء أو الغطس فى ماء قذر به أعقاب السجائر وخلافه حتى يصل الإنسان إلى ما لا يطيق أو يكون على حافة الموت أو يضرب الإنسان بشاكوش من جلد مضغوط على فروة الرأس لوقت طويل فيحدث تورمات بفروة الرأس، وفى النهاية تفرقع جزء من فروة الرأس فى منظر بشع، وتختلف أساليب التعذيب باختلاف الوضع". لم يترك نظام مبارك أسلوبًا جديدًا فى تعذيب السجناء السياسيين إلا واتبعه، كذلك فعل النظام الحالى بعد فضحه دوليًا، فالإسلاميون يتوقعون أن تعود أيام الرعب مرة أخرى بعد عودة زوار الفجر، الأمر الذى استدعى أكثرهم إلى الهجرة من القاهرة إلى "الدوحة" و"اسطنبول"، لكن البعض منهم مازال يعلق الآمال على ثورة جديدة يقودها الشباب تطيح بنظام يعتقد أغلبهم أنه "غير شرعي".