أهم الأخبار : :

لماذا تغير الموقف ’’السعودي‘‘ من إنقلاب السيسي؟

Unknown الجمعة، 25 أبريل 2014 | 9:43 م

السخط الشعبي من أمامه والإفلاس الاقتصادي من خلفه ومابين الخيارين المُرّين ينتظر رئيس الإنقلاب عصا سحرية لتحل له الأزمات الاقتصادية بعد أن فشل في إقناع عامة الشعب بمشروع التقشف الذي تبناه منذ أول يوم وجلب له سخرية الشارع المصري، ولم يكن بوسعه غير أن يعول ويعتمد على تمويل عاهل السعودية لإمداده ومساندته ماديا ومعنويا ولم يكن يتوقع أن السعودية ستوجه له الضربة القاضية بتغيير موقفها تجاه الإنقلاب في الوقت الحاسم.

لكن السؤال المُلح الذي يراود الانقلابيين – لماذا تغير الموقف السعودي فجأة من الإنقلاب، وما الدافع له في اختيار هذا التوقيت الصعب، ومن المحرك الرئيس خلف هذا الموقف الذي وضع أجهزة الإنقلاب وخريطتها المتعثرة في خانة ’’اليّك‘‘ كما يقولون والإجابة بالطبع وضحتها المصادر الدبلوماسية الخليجية بعدد من التقاطعات الداخلية والإقليمية، وكان أولها مراجعة الرياض لأولوياتها الخارجية خلال المرحلة المقبلة مع ترتيبات جديدة لانتقال الحكم وتعقد الوضع الإقليمي وعلو أصوات الرافضين للسياسات الحالية، وكذلك رفض داخلي متزايد في استمرار تحمل السعودية لأعباء والتزامات مالية تجاه أطراف إقليمية لم يثبت حتى الآن قدرتها على الصمود أو حل مشاكلها الداخلية .

لا يخفي على قارئ المشهد السياسي أن إيران هي المستفيد الأول من تشتت السعودية التي أقحمت نفسها في سياسات دول الربيع العربي بداية من احتضانها للرئيس التونسي السابق الهارب بن على، ومروراً بتبنيها لمراوغات الرئيس اليمني السابق علي صالح ثم عرضها على مصر استضافة الرئيس المخلوع حسني مبارك وكان أخر عروضها مؤازرة الانقلاب الدموي الذي قادة السيسي كل هذا جعل من السعودية حليفا ونداً ضد ثورات الربيع العربي خشية ألا يمتد المدد الثوري إلى السعودية فيطيح بالأسرة المالكة، وحينها ستبارك إيران جهود هذا التطور في كسر إمبراطورية الملكية التي حكمها آل سعود لأكثر من قرن، وبناء دولة جمهورية على أرض الحرمين الشريفين.

كما أكد رأي نخبة السياسيين السعوديين مثل صدقة فاضل عضو مجلس الشورى السعودي من خلال مداخلة تليفونية مع قناة الجزيرة أن منظومة الحكم التي أعقبت الإنقلاب في مصر غير مقبولة بدليل أنه لم يعترف بها إلا من قِبل عدد بسيط ومحدود من دول العالم، وقال لابد وأن يحدث تسوية بوجود وسيط مزيج من الإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية يتضمن كشرط للحل عودة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي إلى منصبه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرا وبدون هذا لن يكون هناك حسما يرضي جميع الأطراف ويحقق المصلحة العليا لمصر وللأمة العربية.   

لذلك قررت السعودية الانسحاب من المشهد المصري بعد أن مضى على الانقلاب الدموي أكثر من 9 أشهر ومازال الحراك الثوري ملتهبا ويزداد كل يوم مع تعثر رئيس الانقلاب في اتخاذ موقف يحفظ به ماء الوجه، وآثرت السعودية عدم تورطها في تبني مواقف آلة القتل في مصر، وفضلت مراجعة مايحدث على الساحة الخليجية باعتبارها مركز ثقل دول اتحاد الخليج وتبنيها نزع فتيل الخلافات بين دول الاتحاد وبين قطر، وذلك لأهمية التعاون المشترك والتنسيق السعودي القطري، في الملف السوري وملفات أخرى، وإعادة رسم السياسات السعودية، على أسس جديدة لعل أكبر مؤشراتها إطاحة رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان عدو قطر.

بعد هذا الموقف أصبح الانقلاب في حيرة من أمره ولم يجد سبيلا غير فتح قنوات للحوار من خلال إيفاد مسئولين لدول الغرب وبريطانيا ملتمسا بركات سيدنا الأوباما وصبيه بلير.