قال خبراء سياسيون إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي, جون كيري بأن واشنطن ستواصل دعم الأشخاص الذين يتظاهرون في القاهرة وكاراكاس وكييف قد تكون مؤشرًا على تغير في السياسة الأمريكية تجاه "خارطة الطريق" التي أعلنها المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في الثالث من يوليو الماضي, وأن تؤدي إلى تزايد العزلة الدولية على السلطة الحالية. إلا أن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس محمد مرسي قلل من أهميتها، قائلاً إنها "لا تغني من جوع" . وقال الدكتور احمد مهران, مدير مركز القاهرة للدراسات القانونية والسياسية، إن الإدارة الأمريكية في بداية طريقها للتخلي عن دعم المجلس العسكري في مصري بقيادة المشير عبدالفتاح السيسي, وإدارته لشئون البلاد. وأضاف: الإدارة الأمريكية كشفت حقيقة "الانقلاب العسكري" في مصر, ومطامع الجنرالات في السلطة, وهي مقدمة لتصحيح مسار الموقف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الثورة المصرية, متوقعًا عودة الدول العربية التي دعمت "الانقلاب" وعلى رأسها السعودية والإمارات إلى المسار الطبيعي في دعم حق الشعب المصري, ووقف الدعم المادي والمعنوي لـ "سلطات الانقلاب"، . ووصف مهران، تصريح وزير الخارجية الأمريكي ومساعدته بأنه "يمثل بادرة أمل ستعيد مصر إلى الوضع الديموقراطي الصحيح"، قائلاً إنها "ليست مجرد كلام مرسل, وإنما جاءت على ضوء تقارير المنظمات الحقوقية, والعفو الدولية, والمستندات والوثائق التي أظهرت أن الجيش والشرطة ارتكبا مجازر وجرائم إبادة جماعية ترقي لجرائم الحرب". وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع, الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ "الأهرام، إن تصريحات كيري "تمثل تخبطًا وترددًا في موقف الإدارة الأمريكية تجاه الوضع المصري". وأشار إلى أن " كيري كان قد خرج منذ ما يقرب من شهر بتصريحات: الإخوان حمقى وركبوا الثورة, ويعود الآن ليردد تصريحات مخالفة تماما, وهو دليل على سوء تقدير من الإدارة الأمريكية للحالة التي تعيشها الثورة المصرية". ورأى أن زيارة المشير السيسي لموسكو كانت كفيلة في تحول مجرى الدعم الأمريكي لنظام ما بعد الإخوان إلى العداوة، إذ تشعر واشنطن بأنها فقدت حليفًا استراتيجيًا, وبشكل عام سواء عاد الإخوان إلى السلطة فهم حانقون على دعم أمريكا لمعارضيهم, وعلى الجانب الآخر فالسلطة الحالية ترفض الانصياع والخضوع للسياسات الأمريكية. واكد ربيع أن دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية حسمت موقفها بدعم ثورة 30 يونيه, وعدم دعم الدعوات المنادية بتوصيف ما جرى في مصر بأنه "انقلاب عسكري". فيما اعتبر الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم "الجبهة السلفية"، والقيادي بـ "التحالف الوطني لدعم الشرعية", أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي, "محاولة لإمساك العصا من المنتصف", في إطار ما وصفها بـ "مسرحية هزلية, تصلح في قصص الأطفال الأمريكية ولن تنجلي علي الشعب المصري العظيم". وأضاف: "أمريكا دعمت الانقلاب ونقول لها "العبي غيرها", ورأى أن "الانقلاب يشعر الآن بموقفه الضعيف , وأن الحراك الشعبي فاجأ الإدارة الأمريكية, التي توقعت أن الشعب سيخضع للانقلاب, لكن الأحلام الأمريكية تحطمت على صخرة الشعب المصري, وهم يشعرون أن الانقلاب الذي دعموه يترنح, ومعادلة الثورة المصرية "صفرية" لصالح الشرعية". وتابع: "أمريكا تعلم أن الانتصار سيكون لأحد الطرفين لا ثالث لهما , لذلك فهي تنحاز دائمًا للطرف الأقوى"، وأردف: "تريد دعم ثالوث الانقلاب المتمثل في الدكتاتورية العسكرية واللادينية العلمانية والطائفية, لكن هذا الثالوث فشل في إثبات قدرته على الثبات أمام ثورة الشعب", مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية لن تحترم نفسها أمام الشعب الأمريكي بعد انقلابها علي مبادئ الشعب الأمريكي". وتابع سعيد ان خريطة الموقف الدولي من مصر تتركز في دعم امريكا سرا او جهرا للانقلاب , وان روسيا هي الوكيل الامريكي في الشرق في دعم السيسي , وان من يقول غير ذلك فهو واهم , مشيرا الي ان الاتحاد الاوربي هو اكبر داعمي الانقلاب , مع تغير طفيف في الموقف الالماني من الانقلاب العسكري . كان جون كيري, وزير الخارجية الأمريكي قد صرح خلال استعراض التقارير الخارجية للخارجية الأمريكية, وتقارير المنظمات الحقوقية, والعفو الدولية حول حقوق الإنسان في العالم, بأن واشنطن ستدعم التظاهرات المصرية المطالبة بإسقاط "الانقلاب العسكري". وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي إن السلطات المصرية قتلت مئات المتظاهرين في أعقاب بيان الثالث من يوليو, الخاص بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وإعلان "خارطة الطريق".