من هنا نعلن جميعا للانقلابيين حقيقة انقلابهم الأسود على الدستور والقانون قبل انقلابهم على سلطة الرئيس الشرعي لمصر الذي جاء عبر صناديق الاقتراع بنزاهة وشفافية لم نشهد لها مثيل ، فيا أيها الرعاع نحيطكم علما بأن مرسي حر طليق يتربع على عرش وقلب كل مصري أبيٍ عشق أرض مصر ومزج عرقه بترابها ليكسب قوت يومه من كد يده ، ومرسي الذي خطب فينا يوم أن تولى مقاليد الحكم سيظل فكرة لن تموت !
مرسي الآن يناضل بصموده وعناده في التمسك بحق الشعب الذي اختاره وقدم الشعب من شرعيته ألاف الشهداء والمفقودين والجرحى على أرض العزة والكرامة سواء كانت النهضة أو رابعة التي أمست وأصبحت شارتها تمثل هاجسا لهم وكابوسا يلعن أجداد أجدادهم وأصلابهم وعشيرتهم وانسالهم وذريتهم من بعدهم !
قولوا للانقلابيين أن مرسي عزيمة وشعلة لن تنطفئ وقصة إصرار وملحمة كفاح وتاريخ نضال ضد إمبراطورية الحكر والخداع والتمييز العنصري ، وانه لم يكن مجرد حلم أو سحابة صيف لكنه حقيقة واقعة فرضتها إرادة شعب سيكافح من أجلها مهما بلغت به التضحيات راهنين أرواحنا ودماءنا وآلاف الشهداء من أنبل الرجال لنحق الحق ونبطل الباطل ، أيها العجزة لقد فشلتم وتنازعتم أن تعزلوا مرسي أو تسجنوه ولكن شبه لكم فيا ليتكم تعلمون أن ما صنعتموه كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى !
قولوا لهم أن مرسي لم يخضع لسلطان دولة عظمى لتثبت له أركان عرشه ، ولم يستقوي بأي فصيل سياسي ليحمي ظهره ولم يتنصت على رجل أمن ولم يقصف قلم ولم يغلق فضائية ولم يسجن من سبوه ولعنوه بأمه وأبيه ولم يعزل أحد من وظيفته ولم يدعو لمليونية أو لطلب تفويض لآزهاق نفس بشرية اختلف معها في الرأي أو غضب عليها بل انه قد نذر عرضه وتصدق به لعباد الله يوم أن تولى حكم مصر !
قولوا لهم أن مرسي في قلب كل طالب جامعي أيقونة ثورة لن تخمدها الدبابات ولا المدافع حتى وإن حاصرتم الجامعات أو اقتحمتموها عليهم ، وأن كل دمعة تسيل من قنابل غازكم تروي عطش الأرض الجرداء التي تاقت إليها لتستعيد حريتها من جديد صوب الغد المشرق ، قولوا لهم أن مرسي كتب على ديباجة مكتبه في ديوان الرئاسة : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) !